عربية ، و «ظفار» علم بلدة باليمن ، و «سفار» علم على بئر. فالموقف هنا مختلف عن سابقه ، وبينما ذهب التميميون كما رأينا إلى إعراب نحو «قطام وحذام» إعراب ما لا ينصرف نرى أكثرهم يبنون الأعلام المختومة بالراء على الكسر في كل الحالات ولذلك يقول سيبويه : «فأما ما كان آخره راء ، فإن أهل الحجاز وبني تميم فيه متفقون ، ويختار بنو تميم فيه لغة أهل الحجاز» (١) وهي البناء على الكسر وقد يجوز فيه أن ترفع وتنصب ما كان في آخره الراء ، قال الأعشى :
ومرّ دهر على وبار |
|
فهلكت جهرة وبار (٢) |
والقوافي مرفوعة (٣).
الشاهد فيه إعراب «وبار» ورفعها ، والمطرد فيما كان في آخره الراء أن يبنى على الكسر في لغة أهل الحجاز ولغة بني تميم ؛ لأن كسرة الراء توجب إمالة الوقف ، والارتفاع إذا رفعوا ؛ لأن الشاعر إذا اضطر أجرى ما كان في آخره الراء على مقياس غيره مما يبنى على فعال وأعرب في لغة بني تميم ، فاضطر الأعشى فرفع ، لأن القوافي مرفوعة (٤).
ويتابع سيبويه كلامه فيقول : «والحجازية هي اللغة الأولى القدمى فزعم الخليل أن إجناح الألف أخف عليهم ، يعني الإمالة ليكون العمل من وجه واحد فكرهوا ترك الخفة وعلموا أنهم إن كسروا الراء وصلوا إلى ذلك وأنهم إن رفعوا لم يصلوا» (٥).
__________________
(١) سيبويه ٢ / ٤٠.
(٢) البيت للأعشى وهو من بني قيس ، ومنزله باليمامة ، وبها بنو تميم.
(٣) سيبويه ٢ / ٤١.
(٤) هامش سيبويه ٢ / ٤١.
(٥) سيبويه ٢ / ٤١.