الأصل صفات مذكّرة وضعت للإناث فعند تسمية المذكّر بها فإنها ترجع إلى الأصل وهو التركيز فتصرف. وتلك هي النقطة الأولى.
والنقطة الثانية هي التسمية المذكر بأسماء الرياح نحو «جنوب وشمال ، وحرور ، وسموم ، وقبول ، ودبور ، إذا سميت رجلا بشيء منها صرفته ، لأنها صفات في أكثر كلام العرب سمعناهم يقولون : هذه ريح حرور ، وهذه ريح شمال ، وهذه ريح الجنوب ، وهذه ريح سموم ، وهذه ريح جنوب ، سمعنا ذلك من فصحاء العرب لا يعرفون غيره قال الأعشى :
لها زجل كحفيف الحصا |
|
د صادف باللّيل ريحا دبورا (١) |
والشاهد فيه هو قوله «دبورا» حيث جعله وصفا للريح ، وعليه فلو سمي المذكّر بهذا الوصف لانصرف في المعرفة والنكرة لأنه صفة مذكّرة وصف بها مؤنث مثلها في ذلك مثل «طالق وطامث». أما إذا جعل «دبور» وغيرها كم الصفات السابقة الخاصة بالرياح أسماء وسمي بها مذكر فإنها تمنع من الصرف ؛ لأنها تصير بمنزلة عقرب وعناق وذراع وغيرها. ومن الشواهد التي وردت فيها «الجنوب» اسما ما أورده سيبويه :
ريح الجنوب بها وغيّر آيها |
|
صرف البلى تجري به الريحان |
ريح الجنوب مع الشمال وتارة |
|
رهم الربيع وصائب التهتان (٢) |
«والشاهد فيه إضافة الريح إلى الجنوب للتخصيص ؛ لأن الريح تكون
__________________
(١) سيبويه ٢ / ٢٠.
(٢) سيبويه ٢ / ٢٠ ـ ٢١. والبيتان لم يعرف قائلهما.