والتنوين ؛ على ما تقدم فى أول شرح الكافية
قوله «وثالثة ساكنة» كان ينبغى أن يضم إليه قيدا آخر ، بأن يقول : ويكون بعد النون حرفان ، كشرنبث (١) وقلنسوة (٢)
__________________
فى تفعلل وما أشبه ذلك من الحروف الدالة على المعانى فى الأفعال المزيد فيها ، وكذا الألف فى اسم الفاعل من الثلاثى والميم فى اسم الفاعل واسم المفعول واسم الزمان واسم المكان والمصدر الميمى ؛ وحينئذ لا وجه لأنكاره أن تكون حروف المضارعة من حروف الزيادة محتجا بدلالتها على معنى ، بقى أن يقال : كيف يوفق بين عدم عدهم التنوين وباء الجر ولام الجر وهاء السكت من حروف الزيادة لأنها دالة على معنى وبين عد حروف المضارعة وغيرها من الحروف الداخلة فى الأفعال والاسماء المتصلة بها مما ذكرنا مع أنها دالة على معان فى الكلمات الداخلة فيها ، والجواب : أن الحرف الدال على معنى إن كان مما يتغير به وزن الكلمة ومعناها فهو من حروف الزيادة وإن لم يكن كذلك فليس من حروف الزيادة ؛ بل قد جعل أبو الحسن الأشمونى دلالة الحرف على معنى من جملة أدلة زيادته فقال فى باب التصريف عند قول ابن مالك :
والحرف إن يلزم فأصل والّذى |
|
لا يلزم الزّائد مثل تا احتذى |
«تاسعها دلالة الحرف على معنى ، كحروف المضارعة ، وألف اسم الفاعل» اه
(١) الشرنبث ـ كسفرجل ، والشرابث ـ كعلابط ـ : القبيح الشديد ، وقيل : هو الغليظ الكفين والرجلين ، والشرنبث أيضا : الأسد. قال سيبويه : النون والألف يتعاوران الاسم فى معنى ، نحو شرنبث وشرابث
(٢) قال فى اللسان : «والقلسوة (بفتح أوله وسكون ثانيه وضم ثالثه) والقلساة (بفتح أوله وسكون ثانيه) والقلنسوة (بفتح أوله وثانيه وسكون ثالثه وضم رابعه) والقلنسية (بضم أوله وفتح ثانيه وسكون ثالثه وكسر رابعه) والقلنساة (بفتح أوله وثانيه وسكون ثالثه) والقلسية (بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر ثالثه) من ملابس الرأس ـ معروف ، والواو فى قلنسوة للزيادة غير الالحاق وغير المعنى أما الألحاق فليس فى الأسماء مثل فعللة (بفتح أوله وثانيه ، وثالثه مشدد مضموم) وأما المعنى فليس فى قلنسوة أكثر مما فى قلساة. وجمع القلنسوة والقلنسية