الكشكشة (١) إذ لا فرق بينهما فيلزم كون الشين من حروف الزيادة ، وليس منها بالاتفاق
قال : «وأمّا اللّام فقليلة كزيدل وعبدل ، حتّى قال بعضهم فى فيشلة : فيعلة ، مع فيشة ، وفى هيقل مع هيق ، وفى طيسل مع طيس للكثير ، وفى فحجل ـ كجعفر ـ مع أفحج»
أقول : اعلم أن الجرمى أنكر كون اللام من حروف الزيادة ، ولا يرد عليه لام البعد فى نحو ذلك وهنالك ؛ لكونه حرف معنى كالتنوين ، فذهب إلى أن فيشلة (٢) وهيقلا وطيسلا فيعل ، والهيقل : الذكر من النعام ، ومثله الهيقم ، والهيق والهقل : الفتىّ من النعام ، والأنثى هقلة ، وقال : إنه قد يكون لفظان بمعنى يظن بهما أنهما متلاقيان اشتقاقا للتقارب فى اللفظ ويكون كل واحد من
__________________
(١) قال المؤلف فى شرح الكافية (ح ٢ ص ٣٨١): «وأما سين الكسكة ـ وهى فى لغة بكر بن وائل ـ فهى السين التى تلحقها بكاف المؤنث فى الوقف ؛ إذ لو لم تلحقها لسكنت الكاف فتلتبس بكاف المذكر ، وجعلوا ترك السين فى الوقف علامة للمذكر ، فيقولون : أكرمنكس ، فأذا وصلوا لم يأتوا بها ، لأن حركة الكاف إذن كافية فى الفصل بين الكافين ، وقوم من العرب يلحقون كاف المؤنث الشين فى الوقف فأذا وصلوا حذفوا ، وغرضهم ما مر فى إلحاق السين» اه ، وقد نسب صاحب القاموس الكسكة لتميم لا لبكر ، فقال : «والكسكة لتميم لا لبكر : إلحاقهم بكاف المؤنث سينا عند الوقف ، يقال : اكرمتكس وبكس» اه وقد نسب فى القاموس الكشكشة لبنى أسد أو ربيعة ، وعرفها بأوسع مما عرف المؤلف ، فقال : «والكشكشة الهرب ، وكشيش الأفعى ، وقد كشكشت ، وفى بنى اسد أو ربيعة إبدال الشين من كاف الخطاب للمؤنث ، كعليش فى عليك ، أو زيادة شين بعد الكاف المجرورة ، تقول : عليكش ولا تقول : عليكش بالنصب ، وقد حكى كذا كش بالنصب» اه
(٢) الفيش ، والفيشلة : رأس الذكر ، قال فى اللسان : «وقال بعضهم : لامها زائدة كزيادتها فى زيدل وعبدل وأولى لك ، وقد يمكن أن تكون «فيشلة» من غير لفظ «فيشة» فتكون الياء فى «فيشلة»