ولا ضرورة لنا إلى جعل طاعم بمعنى النسبة ، بل الأولى أن نقول : هو اسم فاعل من طعم يطعم مسلوبا منه معنى الحدوث ، وأما كاس فيجوز أن يقال فيه ذلك ؛ لأنه بمعنى مفعول : كماء دافق ، ويجوز أن يقال : المراد الكاسى نفسه ، والأظهر هو الأول ؛ لأن اسم الفاعل المتعدى إذا أطلق فالأغلب أن فعله واقع على غيره
* قال : «الجمع ؛ الثّلاثىّ : الغالب فى نحو فلس على أفلس وفلوس ، وباب ثوب على أثواب ، وجاء زناد فى غير باب سيل ، ورئلان وبطنان وغردة وسقف وأنجدة شاذ».
أقول : اعلم أن جموع التكسير أكثرها محتاج إلى السماع ، وقد يغلب بعضها فى بعض أوزان المفرد ؛ فالمصنف يذكر أولا ما هو الغالب ، ويذكر بعد ذلك غير الغالب الذى هو كالشاذ.
قوله : «الجمع» لا إعراب له ، ولا لقوله : «الثلاثى» ؛ لأنهما اسمان غير مركبين. كما تقول : باب ، فصل ، ويجوز أن يرتفعا على أن كل واحد منهما خبر
__________________
المؤلف ذلك فى الطاعم وسلمه فى الكاسى على ما تراه. ونقول : لا وجه لانكار أن يكون الطاعم من باب النسبة ويكون من باب «عيشة راضية» و «ماء دافق» كما قاله فى الكاسى. وكأنه رأى الفراء قد ذكر هذا فى الكاسى وسكت عنه فى الطاعم فظن أن له حكما آخر ، قال الفراء : «الكاسى بمعنى المكسو ، كما أن العاصم فى قوله تعالي (لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ) بمعني المعصوم ، ولا تنكرن أن يخرج المفعول على فاعل. ألا ترى أن قوله تعالى (مِنْ ماءٍ دافِقٍ) بمعنى مدفوق ، و (عِيشَةٍ راضِيَةٍ) بمعنى مرضية ، يستدل على ذلك بأنك تقول : رضيت هذه العيشة ، ودفق الماء ، وكسى العريان ، بالبناء للمفعول. ولا تقول ذلك بالبناء للفاعل» اه