وأصل ابن بنو ـ بفتح الفاء والعين (١) ـ لأن جمعه أبناء ، والأفعال قياس
__________________
اللسان ، وقال المؤلف فى شرح الكافية (ح ٢ ص ٣١٣) ما نصه : «وأيمن الله عند الكوفيين جمع يمين ؛ فهو مثل يمين الله ، جعلت همزة القطع فيه وصلا تخفيفا لكثرة الاستعمال كما قال الخليل فى همزة أل المعرفة ، وعند سيبويه هو مفرد مشتق من اليمن وهو البركة : أى بركة الله يمينى ، وهمزته للوصل فى الأصل ، والدليل عليه تجويز كسر همزته ، وإنما كان الأغلب فتح الهمزة ؛ لكثرة استعماله ، ويستبعد أن تكون الهمزة فى الأصل مكسورة ثم فتحت تخفيفا ؛ لعدم إفعل ـ بكسر الهمزة فى الأسماء والأفعال (يريد بكسر الهمزة مع سكون الفاء وضم العين) ولذا قالوا فى الأمر من نحو نصر : انصر ـ بضم الهمزة ، ويستبعد أصالة إفعل فى المفردات أيضا ، فيصدق ههنا قوله :
فأصبحت أنّى تأتها تبتئس بها |
|
كلا مركبيها تحت رجليك شاجر» |
اه كلام المؤلف
ويريد المؤلف بقوله «ويستبعد أصالة إفعل فى المفردات أيضا» أنه لا يجوز أن يكون إيمن مكسور الهمزة فى الأصل مع كونها فاء الكلمة ؛ لأنه يؤدى إلى أن يكون وزنه فعللا ـ بكسر الفاء وسكون العين وضم اللام الأولى ـ وهو غير موجود فى كلامهم. ومما نقلناه لك من عبارة المؤلف فى شرح الكافية تعلم أن ابن الأثير أراد من العبارة التى حكاها صاحب اللسان عنه وهى قوله «والألف فيها ألف وصل» أن همزة أيمن صيرت همزة وصل لكسرة الاستعمال وإن كانت همزة قطع فى أصل الوضع ؛ فيتفق ما حكاه ابن الأثير عن الكوفيين مع ما حكاه المؤلف عنهم ، لأن همزة افعل صيغة للجمع لا تكون إلا همزة قطع فغير معقول أن يزعم الكوفيون أنها همزة وصل وضعا
(١) قال فى اللسان : «والابن : الولد ، ولامه فى الأصل منقلبة عن واو عند بعضهم ، وقال (يريد ابن سيده) فى معتل الياء : الابن الولد فعل (بفتح أوله وثانيه) محذوفة اللام مجتلب لها ألف الوصل. قال : وإنما قضى أنه من الياء لأن بنى يبنى أكثر فى كلامهم من يبنو ؛ والجمع أبناء ، قال ابن سيده : والأنثي ابنة وبنت ، الاخيرة على غير بناء مذكرها ، ولام بنت واو