أيديكم ، وما ذلك بحق في أيديهم ، ولكن بطاعتهم واستقامتهم لصاحبهم ، ومعصيتكم لي ، وتناصرهم وتخاذلكم ، واصلاح بلادهم وافساد بلادكم ، وتا لله يا أهل الكوفة لوددت اني صرفتكم صرف الدنيانير العشرة بواحد ، ثم رفع يديه فقال : اللهم اني قد مللتهم وملوني ، وسئمتهم وسئموني ، فابدلني بهم خيراً منهم ، وابدلهم بي شراً مني ، اللهم عجل عليهم بالغلام الثقفي الذيال الميال ، يأكل خضرتها ، ويلبس فروتها ، ويحكم فيها بحكم الجاهلية : لا يقبل من محسنها ، ولا يتجاوز عن مسيئها. (١)
وآفة الرواية هو فضيل بن مرزوق :
قال ابن حجر : فضيل بن مرزوق الأغر بالعجمة والراء الرقاشي الكوفي أبو عبد الرحمن صدوق يهم ورمي بالتشيع من السابعة مات في حدود سنة ستين. (٢)
وقال الذهبي : فضيل بن مرزوق الكوفي. وثقه سفيان بن عيينة ، وقال النسائي ، ضعيف ، وكذا ضعفه عثمان بن سعيد ، قلت : وكان معروفا بالتشيع من غير سب. (٣)
قال المزي : وذكره ابن حبان في (الثقات) وقال : كان ممن يخطئ. وذكره في (المجروحين) أيضا وقال : منكر الحديث جدا ، كان ممن يخطئ على الثقات ، ويروي عن عطية الموضوعات ، وعن الثقات الأشياء المستقيمة فاشتبه أمره ، والذي عنده أن كل ما روى عن عطية المناكير يلزق ذلك كله بعطية ويبرأ فضيل منها ، وفيما وافق الثقات من الروايات عن الاثبات يكون محتجا به. (٤)
أقول : لنا تعليقتان على ما ذكروه في ترجمته :
الاولى : حول ما ذكره ابن حبان (ان ما رواه فضيل عن عطية من مناكير تلزق بعطية) ، أقول ان هذه المناكير من قبيل :
ما رواه ابن عساكر قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين أنا أبو الحسين بن المهتدي أنا علي بن عمر بن محمد الحربي نا أبو حبيب العباس بن محمد بن أحمد بن
__________________
(١) المسعودي ، مروج الذهب ج ٣ ص ١٤٢.
(٢) ابن حجر ، تقريب التهذيب ، ج ٢ ص ١٥.
(٣) الذهبي ، ميزان الاعتدال ج ٣ ص ٣٦٢.
(٤) المزي ، تهذيب الكمال ، ج ٢٣ هامش ص ٣٠٩.