وبرواية الجاحظ قال : حدثني سليمان بن أحمد الخرشي قال حدثني عبد الله بن محمد بن حبيب قال طلب زياد رجلا كان في الأمان الذي سأله الحسن بن علي لأصحابه فكتب فيه الحسن رضي الله تعالى عنه إلى زياد مم الحسن بن علي إلى زياد أما بعد فقد علمت ما كنا أخذنا لأصحابنا وقد ذكر لي فلان أنك عرضت له فأحب ان لا تعرض له إلا بخير.
فلما أتاه الكتاب ولم ينسب الحسن إلى أبي سفيان غضب فكتب من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن أما بعد أتاني كتابك في فاسق يؤويه الفساق من شيعتك وشيعة أبيك وأيم الله لأطلبنهم ولو بين جلدك ولحمك وان أحب لحم إلي آكله للحم أنت منه ، فلما وصل الكتاب الحسن وجه به ألى معاوية فلما قرأه معاوية غضب وكتب من معاوية بن أبي سفيان إلى زياد بن أبي سفيان أما بعد فان لك رأيين رأيا من أبي سفيان ورأيا من سمية فأما رأيك من أبي سفيان فحلم محزم وأما رأيك من سمية فكما يكون رأي مثلها وقد كتب إلي الحسن بن علي انك عرضت لصاحبه فلا تعرض له فاني لم أجعل لك إليه سبيلا وان الحسن ابن علي ممن لا يرمي به الرجوان والعجب من كتابك إليه لا تنسبه إلى أبيه أفإلى أمه وكلته وهو ابن فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوسلم فالآن حين اخترت له والسلام. (١)
تحقق الأمان داخل البلاد الإسلامية عشر سنوات وانفتح الشاميون على العراقيين في جو من الحب والتقدير لتأييدهم الحسن عليهالسلام في تنازله المشروط عن السلطة المدنية وان تكون في بلاد الشام بدلا من العراق وان يكون العراق تابعا بدلا من ان يكون متبوعا عن قدرة وليس عن عجز أو تخاذل ، وتهيأت نفوسهم للاستماع من العراقيين رواياتهم عن علي عليهالسلام وسيرته المشرقة وعن أحاديث النبي التي لم يسمعوها من قبل في علي وأهل بيته.
وخطط معاوية لكسب ثقة وجوه العراقيين حين كان يستقدمهم مكرمين معززين يستمع إلى أحاديثهم وفي كثير من الأحيان كان يستثيرهم ويسألهم عن سيرة علي عليهالسلام
__________________
(١) الجاحظ ، البيان والتبيين ، المكتبة التجارية الكبرى ١٩٢٦ م ، ص ٣٦١ ، ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ج ١٦ ص ١٩ عن أبي الحسن المدائني.