فقالوا : قفيّ ؛ ولهذا ، قالوا في الأفصح : فيّ (١) ، بقلب الواو ياء ؛ كما يجيء ؛
قوله : «والياء مفتوحة أو ساكنة» ، يعني الياء اللاحقة للصحيح والملحق به ، وأمّا اللاحقة لغيرهما فمفتوحة ، للساكنين ، كما يجيء ؛
وقد تقدم في باب المنادى : الخلاف في أن أصلها السكون أو الفتح ؛ ويجوز حذف الياء قليلا في غير المنادى كما تقدم هناك (٢) ؛
قوله : «فإن كان آخره ألفا» ، يعني إن لم يكن صحيحا ولا ملحقا به فلا يخلو آخره من أن يكون ألفا ، أو واوا ، أو ياء ؛ والألف تثبت في اللغة المشهورة الفصيحة ، للتثنية ، كانت ، كمسلماي ، أو ، لا ، كفتاي وحبلاي ، ومعزاي ؛ وهذيل تجيز قلب الألف التي ليست للتثنية ياء ، كأنهم لمّا رأوا أن الكسر يلزم ما قبل الياء ، للتناسب في الصحيح والملحق به ، ورأوا أن حروف المدّ من جنس الحركة ، على ما ذكرنا في أول الكتاب ، ومن ثم (٣) نابت عن الحركة في الإعراب : جعلوا (٤) الألف قبل الياء كالفتحة قبلها ، فغيّروها إلى الياء لتكون كالكسرة قبلها ؛
وأمّا ألف التثنية ، فلم يغيّروها ، لئلا يلتبس الرفع بغيره بسبب قلب الألف ، وأمّا في المقصور ، فالرفع والنصب والجر ، ملتبس بعضها ببعض ، لكن لا بسبب قلب الألف ياء ، بل لو أبقيت الألف أيضا ، لكان الالتباس حاصلا ؛
فإن قيل : فكان الواجب على هذا ، ألّا يقلب واو الجمع في : جاءني «مسلموي» ، لئلا يلتبس الرفع بغيره ؛
قلت : بينهما فرق ، وذلك أن أصل الألف عدم القلب قبل الياء ، لخفتها ، كما
__________________
(١) المراد : فو ، المضاف إلى ياء المتكلم ،
(٢) ص ٣٨٩ في الجزء الأول ،
(٣) يعني لأنها من جنس الحركة ،
(٤) جواب «لما» في قوله : كأنهم لما رأوا ، أو خبر كأن ، في كأنهم ..