إذا كان جملة ، فلا يبدل (١) في نحو : من قبل ؛
وقيل : إن أوان مجرور بمن مقدرة بعد «لات» أي : لات من أوان ، فكذا يكون : (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) على القراءة الشاذة ، كما قالوا : لا رجل ، أي : لا من رجل ؛
وأمّا : لات هنّا ، فهنّا في الأصل للمكان ، استعير للزمان ، قال :
٢٧٤ ـ حنّت نوار ولات هنّا حنّت |
|
وبدا الذي كانت نوار أجنّت (٢) |
وهو يضاف إلى الجملة الفعلية ، وقد يقطع عن الإضافة ، قال :
٢٧٥ ـ أفي أثر الأظعان عينك تلمح |
|
نعم ، لات هنّا إن قلبك متيح (٣) |
أي : ليس هنّا تلمح ،
ورفع ما بعد «الّا» في نحو : ليس الطيب إلا المسك ، لغة تميم ، وذلك لحملهم «ليس» على «ما» (٤) ؛ وقال أبو علي : في «ليس» ضمير الشأن ، والجملة بعدها خبرها ؛ ولا يطرد ذلك العذر (٥) ؛ لوروده (٦) في كلامهم نحو : الطيب ليس إلا المسك ، بالرفع ،
__________________
(١) يعني فلا يؤتى بالتنوين بدلا من المضاف إليه ؛
(٢) نوار إسم امرأة ، والبيت منسوب إمّا إلى شبيب بن جعيل ، وإما إلى حجل بن نضلة ، وكلاهما من شعراء الجاهلية ، وأورد البغدادي بعده بيتا آخر وقال : لا ثالث لهما ، والبيت الثاني هو :
لما رأت ماء السّلى مشروبا |
|
والفرث يعصر في الاناء أرنّت |
والبيتان في وصف ما لحقهم من شدة جعلتهم يشربون ماء السّلى ، وهو ما يوجد من ماء داخل المشيمة بعد الولادة ، وجعلتهم يعصرون فرث الماشية لشرب ما يسيل منه وقوله مشروبا لا يستقيم به وزن البيت وإنما يستقيم لو قال : مشروبها ، أو متشرّبا ، وأرنّت أي صوّنت من سوء ما رأت ؛
(٣) هذا مطلع قصيدة للراعي النميري في مدح بشر بن مروان ، والمتيح بكسر الميم وسكون التاء وفتح الياء ، وبالحاء المهملة : العود الذي يأخذ في كل جهة لعدم استقراره. أي أن قلبه يميل إلى كل شيء ولا يستقر ،
(٤) لمشابهتها لها في النفي فأهملت ليس حملا على ما لأنها لا تعمل عندهم
(٥) أي لا يطرد هذا التعليل ،
(٦) يريد أن يقول : لأنه ورد من كلامهم ما لا يحتمل ضمير الشأن لأن في ليس ضميرا يعود على الطيب في مثل ما ذكره ؛