واعلم أن تكرير الحال بعد «إمّا» : واجب ، لوجوب تكرير «إمّا» ، نحو : اضرب زيدا إمّا قائما ، وإمّا قاعدا ؛ وكذا بعد «لا» ، لأنها تكرر في الأغلب كما يجيئ في اسم «لا» التبرئة (١) ، نحو : جاءني زيد لا راكبا ولا ماشيا ، ويندر إفرادها نحو : جاءني زيد لا راكبا.
قوله : «لفظا ، أو معنى (٢)» ، حال من : الفاعل ، أو المفعول (٣) ، أي ملفوظا أو معنويا ، وقد ذكرنا الفاعل والمفعول اللفظيّين ؛ أمّا المفعول المعنوي فنحو : «شيخا» في قوله تعالى : (وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا)(٤) ، فإن «بعلي» خبر المبتدأ ، وهو في المعنى مفعول لمدلول «هذا» ، أي أنبّه على بعلي وأشير إليه شيخا.
وأمّا الفاعل المعنوي ، فكما في قوله :
كأنه خارجا من جنب صفحته ... البيت ، (٥) ـ ١٨٠
إذ المعنى : يشبه خارجا ، سفود شرب ، ولا تفسره بأشبهه خارجا ، لأن المشابهة هي المقيّدة بحال الخروج ، لا التشبيه.
وقال المصنف في مثال الحال عن الفاعل المعنوي : زيد في الدار قائما ؛ وفيه نظر ، لأن «قائما» حال من الضمير في الظرف ، وهو فاعل لفظيّ ، لأن المستكنّ كالملفوظ به ، فهو كقولك : زيد خرج راكبا ، ولا كلام في كون «راكبا» حال عن الفاعل اللفظي ، وليس يجوز كون الحالين في المثالين عن «زيد» إلا عند من جوّز تخالف عاملي الحال وصاحبها.
__________________
(١) معنى تسمية «لا» بلا التبرئة أنها برّأت اسمها عن الاتصاف بجنس الخبر ، وهو اصطلاح ،
(٢) هذا شرح لألفاظ الكافية ، وهي طريقة الرضي في هذا الشرح ،
(٣) أي من لفظ الفاعل أو المفعول في عبارة المصنف ،
(٤) الآية ٣٢ سورة هود وتقدمت قريبا ،
(٥) الشاهد المتقدم من معلقة النابغة الذبياني ؛