زريع ، قال : رأيت أبا نواس عند روح بن القاسم فتحدث روح عن (١) سهيل بن أبي صالح عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «القلوب جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف» (٢) [٣٣٤٣].
قال يزيد : فقال أبو نواس : لا تأنس لي وسأجعل هذا الحديث منظوما بشعر قلت : فإن قلت ذلك فجئني به فجاءني فأنشدني (٣) :
يا قلب (٤) رفقا ، أحدا منك ذا الكلف |
|
أو من كلفت به جاف كما تصف |
وكان في الحق أن يهواك مجتهدا |
|
فذاك خبّر منّا الغابر السلف (٥) |
إن القلوب لأجناد مجنّدة |
|
لله في الأرض بالأهواء تعترف (٦) |
فما تناكر منها فهو مختلف |
|
وما تعارف منها فهو مؤتلف (٧) |
أنبأنا أبو الفرح غيث بن علي ، وحدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر عنه ، أنا مسرف بن علي بن الخطير إجازة ، أنا أبو خازم (٨) محمّد بن الحسين ، نا عبيد الله بن محمّد بن أحمد البزار ، نا عبد الصمد بن علي بن محمّد بن مكرم ، نا أبو حسان يحيى بن أحمد الضّبّي ، نا المبرّد ، نا العبسي ، قال : كنا في مجلس إذ جاء أبو نواس ومعه غلام حسن الوجه فأقبل الشيخ يحدث وأقبل أبو نواس يكتب للغلام ، فلما تصدع المجلس أخذت بيد أبي نواس فقلت له : أيها الرجل تجيء إلى مجلس العلماء معك مثل هذا الغلام يكتب له الحديث قال : فأمسك عني وما كلمني فلما انصرفت إلى مجلسي إذا برجل معه رقعة وهو يلاعن العبسي قال : فقيل له ذاك فجاء فناولني الرقعة فإذا فيها (٩) :
لو لا غزال كغصن بان |
|
يجري مع الشمس في عنان |
__________________
(١) بالأصل «بن» والمثبت عن الجليس الصالح.
(٢) من حديث سهيل ، أخرجه أحمد في مسنده ٢ / ٢٩٥.
(٣) الأبيات في ديوانه ص ٢٧٧ والجليس الصالح الكافي ١ / ٥٠٣.
(٤) صدره في الديوان :
يا قلب ويحك جد منك ذا الكلف.
(٥) بعده في الديوان ، وقد سقط من الجليس الصالح :
قل للمليح ، أما تروي الحديث بما |
|
خالفت فيه وقد جاءت به الصحف |
(٦) الديوان : تختلف.
(٧) في الديوان الصدر هنا جعله عجزا ، والعجز هنا فيه صدرا.
(٨) بالأصل «أبو حازم» بالحاء المهملة ، والمثبت عن ترجمته في السير ١٩ / ٦٠٤.
(٩) الأبيات في ديوانه ص ٢٨٩.