ثقلي ، وقتلكم أبي ، وطعنكم في فخذي.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل ، أنا أبو عبد الله محمد بن عليّ وأبو سهل محمد بن أحمد بن عبيد الله ، قالا : أنا أبو الهيثم محمد بن المكي ح.
وأخبرنا أبو عبد الله أيضا ، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد ، أنا أبو علي محمد بن عمر بن يوسف ، قالا : أنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري (١) ، أنا محمد بن إسماعيل ، نا عبد الله بن محمد ، نا سفيان ، عن أبي موسى ، قال : سمعت الحسن [البصري] يقول : استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال ، فقال عمرو بن العاص : إنّي لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها ، فقال له معاوية : ـ وكان والله خير الرجلين (٢) : ـ أي عمرو إن قتل هؤلاء هؤلاء ، وهؤلاء هؤلاء من لي بأمور المسلمين؟ من لي لنسائهم؟ من لي بضيعتهم؟ فبعث إليه برجلين من قريش من بني عبد شمس : عبد الرّحمن بن سمرة ، وعبد الله بن عامر ، فقال : اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه ، وقولا له ، واطلبا إليه. فأتياه فدخلا عليه ، فتكلّما فقالا له فطلبا إليه ، فقال لهما الحسن بن علي : إنّا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال ، وإنّ هذه الأمة قد عاثت في دمائها ، قالا (٣) : فإنه يعرض عليك كذا وكذا ويطلب إليك ويسألك. قال : فمن لي بهذا؟ قالا : نحن لك به. فما سألهما شيئا إلّا قالا : نحن لك به. فصالحه (٤).
قال الحسن [بن أبي الحسن البصري] : ولقد سمعت أبا بكرة يقول : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ، ويقول : «إن ابني هذا سيّد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» (٥) [٣٢٧١].
__________________
(١) ضبطت بالنص في الأنساب ، هذه النسبة إلى فربر ، بلدة على طرف جيحون مما يلي بخارى.
(٢) كذا.
(٣) بالأصل : قال.
(٤) الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام ٣ / ٢٧٠ ـ ٢٧١.
(٥) الحديث أخرجه البخاري في الصلح : باب قول النبي صلىاللهعليهوسلم للحسن بن علي رضياللهعنه : إن ابني هذا سيد .. ٥ / ٢٢٥.