أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا ، أنا الفضيل بن يحيى الفضيلي ، أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر ، نا محمّد بن فضيل ، نا سعيد بن عامر ، عن جويرية بن أسماء قال : لما مات الحسن بن علي بكى (١) مروان في جنازته فقال له حسين : أتبكيه وقد كنت تجرّعه ما تجرّعه فقال : إني كنت أفعل ذلك إلى أحلم من هذا ، وأشار بيده إلى الجبل.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر بن المسلمة المخلّصي (٢) ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، قال : وحدثني عمي قال : وروى ابن عون عن عمير بن إسحاق قال : قال [معاوية](٣) : ما تكلم عندي أحد كان أحبّ إليّ إذا تكلم أن لا يسكت من الحسن بن علي ، وما سمعت منه كلمة فحش قط إلّا مرّة فإنه كان بين الحسين بن علي وعمرو بن عثمان خصومة في أرض فعرض الحسين أمرا لم يرضه عمرو ، فقال الحسن : ليس له عندنا إلّا ما رغم أنفه. قال : فهذه أشد كلمة فحش سمعتها منه قط. هذا منقطع.
وقد أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن محمّد ، أنا محمّد بن سعد ، أنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي ، عن ابن عون ، عن عمير بن إسحاق ، قال : ما تكلم عندي أحد كان أحبّ إليّ إذا تكلم أن لا يسكت من الحسن بن علي ، وما سمعت منه كلمة فحش قطّ إلّا مرّة ، فإنه كان بين حسين بن علي وعمرو بن عثمان بن عفان خصومة في أرض فعرّض حسين أمرا لم يرضه عمرو ، فقال الحسن : فليس له عندنا إلّا ما رغم أنفه. قال : فهذا أشدّ كلمة فحش سمعتها منه قطّ.
قال : وأنا الفضل بن دكين ، أنا مسافر الجصّاص ، عن رزيق (٤) بن سوار ، قال : كان بين الحسن بن علي وبين مروان كلام ، فأقبل مروان فجعل يغلظ له وحسن ساكت ، فامتخط مروان بيمينه فقال له الحسن : ويحك أما علمت أن اليمين للوجه والشمال
__________________
(١) غير واضحة بالأصل والمثبت عن مختصر ابن منظور ٧ / ٢٩.
(٢) كذا ، وقد مرّ «المخلص».
(٣) الزيادة عن المطبوعة للإيضاح ، واللفظة فيها مستدركة أيضا بين معكوفتين.
(٤) كذا بتقديم الراء على الزاي ، ترجمته في الجرح والتعديل ٣ / ٥٠٤.