أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم (١) ، نا (٢) سليمان بن أحمد ، نا إسحاق بن إبراهيم ، عن عبد الرزاق ، عن سفيان الثوري ، عن عبد الرّحمن بن عبد الله ، عن أبيه ، عن الحسن بن سعد ، عن أبيه قال : متّع الحسن بن علي امرأتين بعشرين ألف درهم ، وزقاق من عسل. فقالت إحداهما وأراها الحنفية :
متاع قليل من حبيب مفارق
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي (٣) ، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي البيهقي صاحب المدرسة ـ بنيسابور ـ أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن محمّد القرميسيني (٤) ـ بها ـ نا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي ، نا محمّد بن حميد الرازي ، نا سلمة بن الفضل ، نا عمرو بن أبي قيس ، عن إبراهيم بن عبد الأعلى ، عن سويد بن غفلة ، قال : كانت الخثعمية تحت الحسن بن علي فلما أن قتل علي [و] بويع الحسن بن علي دخل عليها الحسن بن علي فقالت له : ليهنئك الخلافة. فقال الحسن : أظهرت الشماتة بقتل علي؟ أنت طالق ثلاثا ، فتلفعت في ثوبها وقالت : والله ما أردت هذا. فمكث حتى انقضت عدتها وتحولت فبعث إليها الحسن بن علي ببقية من صداقها وبمتعة عشرين ألف درهم فلما جاءها الرّسول ورأت المال قالت : متاع قليل من حبيب مفارق (٥).
فأخبر الرّسول الحسن بن علي فبكى وقال : لو لا أني سمعت أبي يحدث (٦) عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم جدي أنه قال : «من طلّق امرأته ثلاثا لم تحل له حتى تنكح زوجا غيره» لراجعتها [٣٢٦٧].
قال : وأنا البيهقي ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد الصفار ، نا إبراهيم بن محمّد الواسطي ، نا محمّد بن حميد الرازي ، نا سلمة بن
__________________
(١) الخبر في حلية الأولياء ٢ / ٣٨.
(٢) «نا» سقطت من الأصل وكتبت فوق السطر.
(٣) الخبر في السنن الكبرى للبيهقي ٧ / ٢٤٤ في كتاب الصداق.
(٤) إعجامها بالأصل غير واضح ، والصواب ما أثبت وهذه النسبة إلى قرميسين وهي بلدة بجبال العراق ، على ثلاثين فرسخا من همذان عند دينور.
(٥) والخبر في سير الأعلام ٣ / ٢٦٢ باختصار.
(٦) قوله : «أبي يحدث عن» سقطت من الأصل واستدرك على هامشه.