أنتما؟ فقال علي : أنا علي بن أبي طالب وهذا عمر أمير المؤمنين ، فاستوى أويس قائما ، فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، فجزاكم الله عن هذه الأمة خيرا ، وقالا : وأنت فجزاك الله عن نفسك خير الجزاء [فقال له](١) عمر : [مكانك](٢) حتى [أدخل](٣) مكة فآتيك بنفقة من عطائي وفضل كسوة من ثيابي ، هذا المكان ميعاد بيني وبينك [قال : يا أمير المؤمنين لا ميعاد بيني وبينك](٤) ولا أعرفك بعد اليوم ، ما أصنع بالنفقة؟ ما أصنع بالكسوة؟ أما ترى عليّ إزار من صوف ، ورداء من صوف؟ متى تراني أخرقهما؟ أما ترى أن نعليّ مخصوفتان؟ متى ترى أبليهما؟ أما تراني أني قد أخذت من رعايتي أربعة دراهم؟ متى تراني آكلها؟ يا أمير المؤمنين إن بين يدي ويديك عقبة كئودا لا يجاوزها إلّا ضامر مخفّ مهزول. فأخفّ عني رحمك الله. فلما سمع ذلك عمر من كلامه ضرب بدرّته الأرض ثم نادى بأعلى صوته : ألّا ليت أن عمر لم تلده أمه ، يا ليتها كانت عاقرا لم تعالج حمله ، ألا من يأخذها بما فيها ولها؟ قال أويس : من جدع الله أنفه ثم قال : يا أمير المؤمنين خذ أنت هاهنا وآخذ أنا هاهنا ، فولّى عمر ناحية مكة وساق أويس إبله فوافى القوم إبلهم وخلّى عن الرعي ، وأقبل على العبادة حتى لحق بالله. فهذا ما أتانا عن أويس القرني سيد التابعين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، أنا أبو الحسن الحمّامي ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، أنا الحسن بن علي القطّان ، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطّار ، حدّثنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر [نا](٥) ورقاء بن خالد ، عن خليد بن حسان ، عن الحسن ، وعن يزيد بن أبي حصين : أن عمر بن الخطاب وافى الناس ، بالموسم في خلافته ، فلما كان بمنى خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على نبيه صلىاللهعليهوسلم ووعظ الناس ونهى وأمر بما شاء الله عزوجل ثم نادى : أهل فيكم من قرن؟ فقال ابن عم لأويس القرني : أنا أحدهم يا أمير المؤمنين ، قال : هل تعرف خليلي فيهم؟ قال : ومن خليلك يا أمير المؤمنين ليت أني أعرفه؟ فقال عمر : لو كنت منهم لعرفته. فقال : سمّه لي يا أمير المؤمنين وصفه ، فسمّاه ووصفه على ما كان سمع من رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : والله إنه لابن
__________________
(١) زيادة عن م وانظر حلية الأولياء.
(٢) عن الحلية وفي م : وحمدك.
(٣) عن الحلية وفي م : تدخل.
(٤) زيادة عن م وانظر حلية الأولياء.
(٥) زيادة عن م.