فانطلق ـ وقال ابن القشيري فخرج وقالا ـ على وجهه ـ زاد القشيري : حتى أتى الجزيرة فمات بها وقالا ـ : قال أسير : فكسوته بردا فكان إذا رآه عليه إنسان قال : من أين لأويس هذا البرد [٢٤٤٦].
وهذه الأحاديث مختصرة من حديث أخبرناه بطوله أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحسن بن شجاع بن الحسن بن موسى البزّاز الصوفي ـ ببغداد ، قراءة عليه في جامع المنصور ـ أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الأنباري ، حدّثنا أحمد بن الخليل البرجلاني (١) ، حدّثنا أبو النّضر ، حدّثنا سليمان بن المغيرة ، عن سعيد الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أسير بن جابر ، قال (٢) : كان محدّث بالكوفة يحدّثنا ، فإذا فرغ من حديثه تفرقوا ، ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لم أسمع أحدا يتكلم بكلامه ، فأتيته ففقدته ، فقلت لأصحابي : هل تعرفون رجلا كان يجالسنا كذا وكذا؟ فقال رجل من القوم : أنا أعرفه ذاك أويس القرني. قلت : أفتعرف منزله؟ قال : نعم ، فانطلقت معه حتى جئت حجرته فخرج إليّ. فقلت : يا أخي ما حبسك عنا؟ قال : العري قال : وكان أصحابه يسخرون به ويؤذونه قال : قلت : خذ هذا البرد فالبسه. قال : لا تفعل فإنهم إذا يؤذونني إذا رأوه. قال : فلم أزل به حتى لبسه فخرج عليهم ، فقالوا : من ترون خدع عن برده هذا؟ قال : فجاء ، فوضعه ، قال : أترى؟ قال : فأتيت المجلس فقلت : ما تريدون من هذا الرجل؟ قد آذيتموه ، الرجل يعرى مرة ويكتسي مرّة ، قال : فأخذتهم بلساني أخذا شديدا ، قال : فقضي أن أهل الكوفة وفدوا على عمر بن الخطاب فوفد رجل ممن كان يسخر به ، فقال عمر : ما هاهنا أحد من القرنيين؟ قال : فجاء ذلك الرجل فقال عمر : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع باليمن غير أمّ له ، وقد كان به بياض فدعا الله عزوجل فأذهب عنه إلّا مثل موضع الدينار أو الدرهم ، فمن لقيه منكم فأمروه (٣) أن يستغفر لكم» قال : ـ يعني ـ عمر : فقدم علينا ، قال : قلت : من أين؟ قال : من اليمن ، قلت : ما اسمك؟ قال : أويس قال : قلت : فمن تركت باليمن؟ قال : أمّا لي ، قال : قلت : أكان بك بياض فدعوت الله عزوجل فأذهبه عنك؟ قال : نعم. قال : قلت : استغفر لي ، قال : أو يستغفر مثلي
__________________
(١) غير واضحة بالأصل والمثبت عن حلية الأولياء ٢ / ٧٩ وفي م : المرجلاني.
(٢) الخبر في حلية الأولياء ٢ / ٧٩ وطبقات ابن سعد ٦ / ١٦١ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٢٣ ـ ٢٤.
(٣) ابن سعد والحلية : فمروه.