عبد الله بن ريذة (١) ، أنا سليمان بن أحمد الطبراني ، نا أبو خليفة ، نا مسلم بن إبراهيم ، نا قرّة بن خالد حدّثني محمد بن سيرين قال : بلغت النّخلة على عهد عثمان ألف درهم ؛ قال : فعمد أسامة إلى نخلة فنقرها (٢) وأخرج جمّارها وأطعمها أمّة ، فقالوا : ما يحملك على هذا ، وأنت ترى النخلة قد بلغت ألف درهم؟ قال : إن أمّي سألتني ولا تسألني شيئا أقدر عليه إلّا أعطيتها (٣).
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، نا الحسن بن محمد بن أحمد بن يوسف ، نا أبو الحسن اللّنباني ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا أخبرني عمرو بن بكير ، عن أبي عبد الرّحمن الطائي قال : قدم أسامة بن زيد على معاوية بالشام فأجلسه معه وألطفه قال : فمدّ أسامة رجله فقال معاوية : يرحم الله أمّ أيمن كأني أنظر ظنبوب ساقها بمكة كأنه ظنبوب نعامة خرجاء ، فقال أسامة : فعل الله بك يا معاوية هي ـ والله ـ خير منك ، قال : يقول معاوية : اللهم غفرا (٤).
قال : الظنبوب : العظم الظاهر ، وهو الساق. والخرجاء : التي فيها بياض وسواد.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أحمد بن محمد بن النّقّور ، أنا أحمد بن محمد بن عمران ، نا أبو روق أحمد بن محمد بن بكر ، نا أحمد بن روح ، نا سفيان قال : قال عمرو بن دينار حدّثني محمد بن علي بن حسن أن حرملة مولى أسامة أخبره قال : أرسلني أسامة بن زيد إلى عليّ بن أبي طالب وقال : إنه سيسألك الآن ويقول ما خلف صاحبك؟ فقل له : يقول لك لو كنت في شدق الأسد لأحببت أن أكون معك فيه ، ولكن هذا الأمر لم أره. قال : فلم يعطني شيئا ، فذهبت إلى حسن وحسين وعبد الله بن جعفر فأوقروا لي راحلتي (٥).
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي بن شجاع ، أنا محمد بن إسحاق ، أنا محمد بن الحسين بن علي المستملي المدني ، نا إسحاق بن
__________________
(١) ضبطت عن التبصير.
(٢) مختصر ابن منظور : فعقرها.
(٣) الخبر في ابن سعد ٤ / ٧١.
(٤) الخبر في سير أعلام النبلاء ٢ / ٥٠٧.
(٥) الخبر في ابن سعد ٤ / ٧١ ولم يذكر فيه «حسينا».