قال : وسمعت إبراهيم بن أدهم يقول : قلة الحرص والطمع تورث الصّدق والورع ، وكثرة الحرص والطمع تكثر الهمّ والجزع.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضيان ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أحمد بن سليمان بن أيّوب بن حذلم القاضي ، نا خالد بن روح ، نا العباس بن الوليد ، نا صالح بن سعيد الكوفي ، عن سهل بن هاشم ، قال : قال إبراهيم بن أدهم : يا سهل إن الناس يريدون من أن نقبل منهم ، ولو قبلنا منهم لا أقل ما أعطونا وأسرع ما ملّونا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن سهل الجرجاني ـ إملاء في سنة سبع وستين وثلاثمائة ـ نا محمّد بن الحسين الجرجاني ـ سنة تسع وثلاثمائة ـ نا أحمد بن محمّد بن حرب الخراساني ، نا أحمد بن إبراهيم البغدادي ، نا سعيد بن سليمان ـ وهو الواسطي ـ عن أبي عاصم الحدّادي ، قال : قال رجل لإبراهيم بن أدهم العابد : إني أريد أن أواسيك من مالي ، قال : وكم تملك؟ قال مائة ألف ـ أو زاد ـ قال : وأنت في طلب غيره؟ قال : نعم ، قال : لا حاجة إلى ذلك أنت فقير ، إنّا لم نؤمر أن نأخذ من الفقراء شيئا.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا محمّد بن عبد العزيز قال : سمعت أبي يقول : سمعت خلف بن تميم يقول : قال رجل لإبراهيم بن أدهم : يا أبا إسحاق إني أحبّ أن تقبل مني هذه الجبة كسوة فتلبسها ، فقال إبراهيم : إن كنت غنيا قبلتها منك وإن كنت فقيرا لم أقبلها (١) منك؟ قال : فإني غني ، قال : كم عندك؟ قال : ألفان ، قال : فيسرك أن يكون عندك أربعة آلاف؟ قال : نعم ، قال : أنت فقير ، لا أقبلها.
قال : وأنا أحمد بن مروان ، أنا محمّد بن عمرو الرزاز (٢) ، نا عمرو بن حفص ، حدّثني سهل رفيق إبراهيم بن أدهم قال : سمعت إبراهيم يقول : لو غسلت وجهي للناس ما كنت إلّا مرائيا.
__________________
(١) بالأصل : أقبله.
(٢) بالأصل «الوزاز» والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٨٥.