أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو عثمان الصبّان ، أنا أبو إسحاق بن إبراهيم العدل ، نا أبو عبد الله الصّفار ، نا محمّد بن المسيّب ، نا ابن خبيق ، حدّثني عبد الله بن ضريس ، قال : قال إبراهيم بن أدهم : يريد يدعو : كل الحلال وادع بما شئت.
أخبرنا أبو القاسم بن الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو عمر محمّد بن عبد الواحد الزاهد ـ صاحب ثعلب ـ نا أبو العباس محمّد بن هشام الأنصاري ، حدّثني إبراهيم النائح ـ بمصر ـ قال : قال لي إبراهيم بن أدهم : يا أبا إسحاق اعبد الله سرا حتى تخرج على الناس يوم القيامة كسيئا.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، نا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا محمّد بن عبد العزيز ، قال : قال حذيفة المرعشي (١) : قدم شقيق البلخي مكة ، وإبراهيم بن أدهم بمكة فاجتمع الناس فقالوا : نجمع بينهما ، فجمعوا بينهما في المسجد الحرام فقال إبراهيم بن أدهم لشقيق : يا شقيق على ما أصّلتم أصولكم؟ فقال شقيق : إنا أصّلنا أصولنا على أنّا إذا رزقنا أكلنا ، وإذا منعنا صبرنا ؛ فقال إبراهيم بن أدهم : هكذا كلاب بلخ ، إذا رزقت أكلت ، وإذا منعت صبرت. فقال شقيق : على ما أصّلتم أصولكم يا أبا إسحاق؟ فقال : أصّلنا أصولنا على أنّا إذا رزقنا آثرنا ، وإذا منعنا حمدنا وشكرنا. قال : فقام شقيق وجلس بين يديه ، وقال : يا أبا إسحاق أنت أستاذنا.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا جعفر بن محمّد ، حدّثني إبراهيم بن نصر ، حدّثني إبراهيم بن بشار (٢) ، قال : قلت لإبراهيم بن أدهم : أمر اليوم أعمل في الطين؟ فقال : يا ابن بشار إنك طالب ومطلوب ، يطلبك ما لا يفوتك (٣) ، وتطلب ما قد كفيته ، كأنّك بما غاب قد كشف لك ، وما كنت فيه قد نقلت عنه ، يا ابن بشار كأنك لم تر حريصا محروما ، ولا ذا فاقة مرزوقا. ثم قال لي : ما لك حيلة؟ قلت : لي عند البقال دانق ، فقلت عز عليّ بك ، تملك دانقا (٤) وتطلب العمل.
__________________
(١) الخبر في حلية الأولياء ٨ / ٣٧ باختلاف بسيط.
(٢) الخبر في حلية الأولياء ٨ / ١٣.
(٣) الحلية : من لا تفوته.
(٤) بالأصل : دانق.