عنه ، واحجبه عني ، فلم أدر أين ذهب.
فأخذت في طريقي ذلك ، وذكرت الاسم الذي علّمني ، فلقيني رجل حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب فأخذ بحجزتي (١) وقال لي : حاجتك؟ ومن لقيت في سفرك هذا؟ قلت : شيخا من صفته كذا وكذا ، وعليه كذا وكذا ؛ فبكى فقلت : أقسمت عليك بالله ، من ذلك الشيخ؟ قال : ذاك إلياس عليهالسلام ، أرسله الله عزوجل إليك ليعلّمك أمر دينك ؛ فقلت : فأنت يرحمك الله ، من أنت؟ قال : أنا الخضر ؛ عليهماالسلام.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنا أبو بكر بن داود الزاهد ، حدّثني إبراهيم بن عبد الواحد العبسي ، نا وريزة (٢) بن محمّد الغساني ، نا مسيّب بن واضح ، قال : سمعت أبا عتبة الخوّاص يقول : سمعت إبراهيم بن أدهم (٣) يقول : من أراد التوبة فليخرج من المظالم ، وليدع مخالطة (٤) من كان يخالط ، وإلّا لم ينل ما يريد.
قال : وأنا أبو بكر ، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي ، قال : سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت محمّد بن حامد يقول : سمعت أحمد بن خضرويه يقول : سمعت إبراهيم بن أدهم يقول : التوبة الرجوع إلى الله بصفاء السرّ.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى التميمي ، أنا عبيد الله بن سعيد بن حاتم ، أنا الخطيب بن عبد الله بن محمّد بن الخصيب ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي ، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن ، أنا علي بن محمّد بن علي ، قال : سمعت خلفا ـ يعني ابن تميم ـ قال : سمعت إبراهيم بن أدهم يقول : رآني ابن عجلان ، فاستقبل القبلة ساجدا ثم قال : تدري لم سجدت؟ [سجدت](٥) شكرا لله حين رأيتك؟
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنا
__________________
(١) الحجزة بالضم ، معقد الإزار (قاموس).
(٢) إعجامها غير واضح بالأصل ، ما أثبت والضبط عن التبصير.
(٣) بالأصل «المنذر» خطأ ، والصواب ما أثبت فهو صاحب الترجمة ، والخبر في سير أعلام النبلاء ٧ / ٣٨٩.
(٤) في سير أعلام النبلاء : وليدع مخالطة الناس.
(٥) ما بين معكوفتين زيادة اقتضاها السياق عن سير أعلام النبلاء ٧ / ٣٨٩.