حرملة بن يحيى ، قالا : أنا ابن وهب ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن ، وسعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «نحن أحقّ بالشك من إبراهيم إذ قال : (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ : أَوَلَمْ تُؤْمِنْ؟ قالَ : بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)(١) ويرحم الله لوطا كان يأوي إلى ركن شديد. ولو لبثت في السجن طول لبث يوسف لأجبت الدّاعي». لفظهما سواء [١٥١٤].
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو الحسن عبيد الله بن محمّد بن أحمد البيهقي ، قالا : أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكّي ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرابيشي ، نا عثمان بن سعيد الدارمي ، نا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ : بَلى ، وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) قال : أعلم أنك تجيبني إذا دعوتك ، وتعطيني إذا سألتك.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو بكر الجوزقي ، قال : سمعت أبا حامد بن الشرقي يقول : سمعت محمّد بن إسحاق بن خزيمة يقول : وذكر هذا الحديث نحن أحقّ بالشك من إبراهيم ، قال المزني : إنما شك إبراهيم عليهالسلام أن يجيبه الله إلى ما سأل أم لا (٢).
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري ، أنا أبي ، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري ، أنا أبو عوانة الإسفرايني قال : سمعت أبا حاتم الرازي يقول : نحن أحقّ بالمسألة قال : وسمعت القاضي إسماعيل يقول : كان يعلم بقلبه أن الله يحيي الموتى ،
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية : ٢٦٠.
(٢) اختلف الناس في سؤال إبراهيم ربه (وَإِذْ قالَ ...) هل صدر من إبراهيم عن شك أم لا؟ فقال الجمهور : لم يكن إبراهيم عليهالسلام شاكا في إحياء الله الموتى قط وإنما طلب المعاينة ، وقال الحسن : سأله ليزداد يقينا إلى يقينه.
والشك فهو توقف بين أمرين لا مزية لأحدهما على الآخر ، وذلك المنفي عن إبراهيم ، والمتأمل سؤاله وسائر ألفاظ الآية ، فالاستفهام بكيف إنما هو عن حالة شيء موجود متقرر الوجود عند السائل والمسئول ، فإنما السؤال عن حال من أحواله ، وكيف هنا إنما هي استفهام عن هيئة الإحياء ، والإحياء متقرر.
قال الرازي : إنه إنما سأل ذلك لقومه ، والمقصود أن يشاهده فيزول الإنكار عن قلوبهم.
(التفسير الكبير للرازي ـ تفسير القرطبي ـ تفسير ابن كثير في تفسير سورة البقرة).