قال البيهقي : هذا هو المحفوظ موقوف.
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو الطيّب محمّد بن علي الزاهد ، نا سهل بن عمّار ، نا عبيد الله بن موسى ، نا ابن أبي ليلى ح.
قال : وأنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا أحمد بن عبد الجبّار ، نا يونس بن بكير ، عن ابن أبي ليلى ، وابن أبي أنيسة ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «نزل جبريل على إبراهيم عليه الصّلاة والسلام فراح به» وذكر الحديث نحوه ، وزاد : «ثم أفاض حتى أتى به الجمرة فرماها ثم ذبح وحلق ثم أتى به البيت فطاف به» [١٤٨٣].
قال ابن أبي ليلى : ثم رجع به إلى منى فأقام به تلك الأيام ثم أوحى الله إلى محمّد صلىاللهعليهوسلم (أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً)» لم يذكر أبو الطّيّب رجوعه إلى منى (١).
قال وأنا أبو بكر البيهقي (٢) ، قال : وأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن فورك ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يونس بن حبيب ، نا أبو داود ، نا حمّاد بن سلمة ، عن أبي عاصم الغنوي ، عن أبي الطفيل قال : قلت لابن عباس : يزعم قومك أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد سعى بين الصّفا والمروة وأنّ ذلك سنّة؟ قال : صدقوا إن إبراهيم عليه الصّلاة والسلام لما أري المناسك عرض له شيطان عند المسعى فسابقه ، فسبقه إبراهيم [عليهالسلام] ثم انطلق به جبريل [عليهالسلام] حتى أتى به منى فقال [له](٣) : مناخ الناس ، ثم انتهى إلى جمرة العقبة ، فعرض له ـ يعني الشيطان ـ فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، ثم أتى به جمعا فقال : هذا المشعر الحرام ، ثمّ أتى به عرفة. [فقال : هذه عرفة].
قال ابن عباس : أتدري لم سميت عرفة؟ قال : لا ، قال : لأن جبريل عليهالسلام قال له : أعرفت؟ قال ابن عباس : أتدري كيف كانت التلبية؟ قلت : وكيف كانت التلبية؟ قال : إن إبراهيم عليهالسلام لما أمر أن يؤذن في الناس بالحج ، أمرت الجبال فخفضت رءوسها ورفعت له القرى ، فأذّن في الناس بالحج.
__________________
(١) الحديث في تاريخ الطبري ١ / ٢٦٢.
(٢) السنن الكبرى ـ كتاب الحج ٥ / ١٥٣ ـ ١٥٤.
(٣) الزيادة هنا وفي بقية مواضع الخبر عن سنن البيهقي.