بحصى ، وأوقده بالحطب الجزل ، وألقى إبراهيم فيه ، فقال : حسبي الله ونعم الوكيل! فخرج منها سليما لم يكلم.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا محمّد بن يوسف بن بشر الهروي ، حدّثني محمّد بن حمّاد الطبراني ، أنا عبد الرّزّاق ، أنا معمّر ، عن قتادة في قوله تبارك وتعالى : (وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)(١) قال خشي إبراهيم من جبّار من الجبابرة فجعل الله له تبارك وتعالى رزقا في أصابعه ، فكان إذا مصّ أصابعه وجد فيها رزقا. فلما خرج أراه الله تبارك وتعالى ملكوت السّماوات والأرض ، فكان ملكوت السّماوات الشمس والقمر والنجوم ، وملكوت الأرض الجبال والشجر والبحار.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن بطّة (٢) الأصبهاني ، نا الحسن بن الجهم ، نا الحسين بن الفرج ، نا محمّد بن محمّد بن عمر الواقدي ، قال : يقول الله عزوجل : (وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً)(٣) فكان بين نوح وآدم عشرة قرون ، وبين إبراهيم ونوح عشرة قرون ، فولد إبراهيم خليل الرّحمن على رأس ألفي سنة من خلق آدم.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلّمة ، أنا أبو طاهر المخلّصي ، أنا أحمد بن سليمان الطوسي ، حدّثني الزبير بن بكار ، قال : وحدثني ـ يعني إبراهيم بن المنذر بن إسحاق بن عيسى البصري ـ ابن بنت داود بن أبي هند ، حدّثني عامر بن يساف اليمامي ، عن أيّوب بن عتبة قاضي اليمامة قال : كان بين آدم ونوح عشرة آباء فذلك ألف سنة ، وكان بين نوح وإبراهيم عشرة آباء وذلك ألف سنة ؛ وكان بين إبراهيم وموسى سبعة آباء ولم يسم السنين ، وكان بين موسى وعيسى ألف وخمسمائة سنة ، وكان بين عيسى ومحمّد صلىاللهعليهوسلم جميعا ستمائة سنة ؛ وهي الفترة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن
__________________
(١) سورة الأنعام ، الآية : ٧٥.
(٢) ضبطت عن التبصير ١ / ٩٥ وفيه أبو عبد الله بن بطة ... وعنه الحاكم.
(٣) سورة الفرقان ، الآية : ٣٨.