فلا يجيبك أو يجيبك فلا ينفعك صوت والله كثر واتره وقل ناصره ثم حمله على صدره والقاه بين القتلى من اهله (١).
قال الراوى فسالت عنه فقيل القاسم بن الحسن بن على بن أبي طالب فلما راى (ع) انه لم يبق من عشيرته واصحابه إلا القليل فقام ونادى هل من ذاب عن حرم رسول الله هل من موحد هل من مغيث هل من معين فضج الناس بالبكاء (٢).
ثم تقدم الى باب الفسطاط ودعا بابنه عبد الله [وهو طفل] (٣) فجئ به ليودعه فرماه رجل من بني اسد سهم فوقع في نحره فذبحه فتلقى الحسين عليه السلام الدم بكفيه حتى امتلاتا ورمى بالدم نحو السماء ثم قال رب ان كنت حبست عنا النصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير وانتقم (٤) لنا من هؤلاء الظالمين (٥).
قال الباقر (ع) فلم تسقط من الدم قطرة الى الأرض ثم حمله فوضعه مع قتلى أهل بيته (٦).
ولما اشتد بالحسين عليه السلام واصحابه العطش وبلغ منه اللغوب.
فرويت الى القسم بن اصبغ بن نباتة قال حدثني من شاهد الحسين عليه السلام وقد لزم المسناة يريد الفرات والعباس بين يديه فجاء كتاب عبيد الله بن زياد الى عمر بن سعد ان حل بين الحسين واصحابه وبين الماء فلا يذوقوا منه قطرة فبعثه لعمرو بن الحجاج بخمسمائة فارس فنزلوا على الشريعة ومنعوهم الماء.
__________________
١ ـ أخرجه في البحار : ٤٥ / ٣٥ عن مقاتل الطالبين ص ٥٨.
٢ ـ أخرج نحوه في البحار : ٤٥ / ٤٦ عن مقاتل الطالبين ٥٩.
٣ ـ من النسخة الحجرية.
٤ ـ في النسخة الحجرية : ولنتقم.
٥ ـ أخرج نحوه في البحار : ٤٥ / ٤٦ عن ارشاد المفيد : ٢٦٩.
٦ ـ أخرجه في البحار : ٤٥ / ٤٦ عن اللهوف : ٤٩.