الكوفة وقد ابتلى به زمانك من بين الازمان وبلدك من بين البلدان وابتليت به من بين العمال وعندها تعتق أو تعود عبدا كما تعبد العبيد (١).
وعن الشعبى عن عبد الله بن عمر انه كان بماء له فبلغه ان الحسين (ع) قد توجه الى العراق فجاء إليه واشار عليه بالطاعة والانقياد وحذره من مشاققة اهل العناد فقال يا عبد الله اما علمت ان من هوان الدنيا على الله ان راس يحيى بن زكريا (ع) اهدى الى بغى من بغايا بني اسرائيل اما تعلم ان بني اسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس سبعين نبيا ثم يبيعون ويشترون كان لم يصنعوا شيئا فلم يعجل الله عليهم بل اخذهم بعد ذلك اخذ عزيز مقتدر ذى انتقام ثم قال له اتق الله يا أبا عبد الرحمن ولا تدعن نصرتي (٢).
ثم قام خطيبا فقال الحمد لله وما شاء الله ولا قوه إلا بالله خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة وما اولهنى الى اسلافي اشتياق يعقوب الى يوسف وخير لي مصرع انا لاقيه كأني وأوصالي يتقطعها عسلان (٣) الفلوات بين النواويس وكربلاء فيملان منى اكراشا جوفا واجربة سغبا (٤) لا محيص عن يوم خط بالقلم رضى الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا اجور الصابرين لن تشذ على رسول الله لحمته (٥) وهي مجموعة له في حظيرة القدس تقر بهم عينه وينجز بهم وعده من كان باذلا فينا مهجته وموطنا على لقاء الله نفسه فليرحل فانى راحل مصبحا ان شاء الله (٦).
__________________
١ ـ عنه البحار : ٤٤ / ٣٦٠.
٢ ـ اخرج نحوه في البحار : ٤٤ / ٣٦٤ عن اللهوف : ص ١٤.
٣ ـ ذئاب.
٤ ـ جياع.
٥ ـ قرابته.
٦ ـ أخرجته في البحار : ٤٤ / ٣٦٦ عن اللهوف ص ٢٥ وأورده في كشف الغمة : ٢ / ٢٩.