لا تقول ذلك وقد نكأت القرحة واستأصلت الشافة باراقتك دماء الذرية الطاهرة وتهتف باشياخك لتردن موردهم.
اللهم خذ بحقنا وانتقم لنا من ظالمنا فما فريت الا جلدك ولا حززت إلا لحمك بئس للظالمين بدلا وما ربك بظلام للعبيد فالى الله المشتكى وعليه المتكل فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا والحمد لله الذي ختم لاولنا بالسعادة ولاخرنا بالشهادة ويحسن علينا الخلافة انه رحيم ودود.
فقال يزيد :
يا صيحة تحمد من صوائح |
|
ما اهون الموت على النوائح (١) |
ودعا يزيد الخاطب وامره ان يصعد المنبر ويذم الحسين واباه فصعد وبالغ في ذم أمير المؤمنين والحسين سلام الله عليهما والمدح لمعاوية ويزيد.
فصاح به علي بن الحسين (ع) ويلك ايها الخاطب اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبوا مقعدك من النار.
ولقد اجاد ابن سنان الخفاجي بقوله :
يا امة كفرت وفي افواها |
|
القرآن فيه ضلالها ورشادها |
اعلى المنابر تعلنون بسبه |
|
وبسيفه نصبت لكم اعوادها (٢) |
تلك الخلائق بينكم بدرية |
|
قتل الحسين وما خبت احقادها (٣) |
وكانت النساء مدة مقامهم بدمشق ينحن عليه بشجو وانة ويندبن بعويل ورنة ومصاب الاسرى عظم خطبه والاسى لكم الثكلى عال طبه أو سكن في
__________________
١ ـ أخرج نحوه في البحار : ٤٥ / ١٣٣ عن اللهوف : ٧٦.
٢ ـ منابرها.
٣ ـ أخرجه في البحار : ٤٥ / ١٣٧ عن اللهوف : ٧٨.