اذكرك في نفسك لا يغرنك أهل أهل الكوفة فوالله لئن دخلتها لتقتلن وانى لاخاف ان لا تصل إليها فإن كنت مجمعا على الحرب فانزل اجاء (١) فانه جميل منيع والله ما نالنا فيه ذل قط وعشيرتي يرون جميعا نصرك فهم يمنعونك ما اقمت فيهم.
فقال ان بينى وبين القوم موعدا اكره ان اخلفهم فإن يدفع الله عنا فقديما ما انعم علينا وكفى وان يكن ما لا بد منه ففوز وشهادة ان شاء الله.
ثم حملت الميرة الى اهلي واوصيهم بامورهم وخرجت اريد الحسين فلقينى سماعة بن زيد النبهاني فاخبرني بقتله فرجعت (٢).
وذكر الطبري وغيره ان عبيد الله بن سليم والمدرى (٣) قالا اقبلنا حتى اتينا الى الصفاح فلقينا الفرزدق الشاعر بن غالب وهو حاج في سنة ستين قال بينما انا اسوق العير إذ دخلت الحرم لقيت الحسين خارجا من الحرم ومعه اسيافه وتراسه فسلمت عليه وقلت اعطاك الله سؤلك واملك فيما تحب يا بن رسول الله ما اعجلك عن الحج فقال لو لم يعجل لاخذت ثم قال لي من أنت فقلت رجل من العرب فما فتشني اكثر من ذلك.
ثم قال اخبرني عن الناس خلفك فقلت الخبير سالت قلوب الناس معك واسيافهم عليك ثم حرك راحلته ومضى (٤).
وكتب يزيد بن معاوية الى عبيد الله بن زياد قد بلغني ان حسينا قد سار الى
__________________
١ ـ أجأ : أحد جبلي طيء / معجم البلدان : ١ / ٩٤.
٢ ـ عنه البحار : ٤٤ / ٣٦٩.
٣ ـ في نسختي الاصل (والمدرا) وما أثبتناه من تاريخ الطبري.
٤ ـ اخرج نحوه في تاريخ الطبري : ٤ / ٢٩٠ ، وفي البحار : ٤٤ / ٣٦٥ عن ارشاد المفيد : ٢٤٣.