وبرز حصين بن نمير (١) فخرج إليه حبيب بن مظاهر فضرب وجه فرسه بالسيف فوقع عليه اصحابه فاستنقذوه ثم شدوا على حبيب فقتل رجلا منهم وهو يقول :
انا حبيب وأبي مظاهر |
|
فارس هيجاء وحرب تسعر |
ونحن اوفى منكم واصبر |
|
ونحن اعلى حجة واظهر |
حقا واتقى منكم واعذر (٢)
وخرج وهب بن حباب (٣) الكلبى واحسن في القتال وصبر على الم النصال ومعه امراته ووالدته فرجع اليهما وقال : [يا] (٤) امه ارضيت ام لا قالت ما رضيت حتى تقتل بين يدى الحسين قالت امراته بالله لا تفجعني بنفسك.
وقد اجبتها انا بلسان حاله متمثلا لا بلسان مقاله :
ذريني ادر وجها وقاحا الى العدلى |
|
فما لاخى الاحقار ان يتجملا |
متى قر في غمد حسام وبان عن |
|
حصان لجام والفتى غرض البلا |
فقالت له امه يا بني اعزب عن قولها وقاتل بين يديه لتنال شفاعة جده يوم القيامة فلم يزل يقاتل حتى قطعت يداه فاخذت امراته عمودا واقبلت نحوه وقالت فداك أبي وامى قاتل دون الطيبين حرم رسول الله فاقبل يردها فامتنعت فقال (ع) جزيتم من أهل البيت خيرا ارجعي فرجعت ولم يزل يقاتل ثم قتل (٥).
__________________
١ ـ وقد مر ذكره.
٢ ـ اخرج نحوه في البحار : ٤٥ / ٢٦ عن المناقب لابن شهرآشوب : ٣ / ٢٥٢.
٣ ـ في النسخة النجفية : جناب وهو تصحيف ، كما في كتب التواريخ.
٤ ـ من النسخة الحجرية.
٥ ـ عنه في البحار : ٤٥ / ١٦ وعن المناقب لابن شهرآشوب : ٣ / ٢٥٠.