ظامية الى ارتشاف مرن السعادة ، وارواح تايقة الى الشهادة ، فرحين بانعقاد بيعهم الرابح ، يوم تريق الجوائز والمنائح ، وعلموا انهم لن يصلوا الى خلعه السنية ، إلا بخلع الحياة ولبس المنية فبذلوا النفوس لقاء العدو ومجاهدته ، والمبالغة في قتاله ومجالدته وفي هذه الرتبة العالية ، والبيعة الغالية ، تنافس أهل الطفوف ، في احتمال الحتوف ، والصبر على نقط الرماح وشكل السيوف.
وكانوا كما قلت شعرى هذا وصفا لحالهم في نزالهم :
لهم جسوم بحر الشمس ذائبة |
|
وانفسن جاورت جنات باريها |
كأن مفسدها بالقتل مصلحها |
|
أو أن هادمها بالسيف بانيها |
فيا ذوى البصائر والافهام ، ويا ارباب العقول والاحلام اظهروا شعار الاحزان ، والبسوا الجزع على سادات الايمان ، واقتدوا بالرسول ، في محبة بني الزهراء البتول ، وتعظيم ذوى القربى فقد وعده ، جل جلاله لعظمهم باحسن العقبى.
ولقد كشفت امية سره ، المضروب على سبطه بهتك حرمته ورهطه (١) ، ونقضوا ما برمه ، وحلوا من عقد الدين ما أحكمه.
وانا مورد من نظمى هذه الابيات ، في صفه هذه الحركات.
يا أمة نقضت عهود نبيها |
|
وغدت مقهقرة على الاعقاب |
كنتم صحابا للرسول وإنما |
|
بفعالكم نبتم عن الاصحاب (٢) |
ونبذتم حكم الكتاب (٣) على جهالة |
|
ودخلتم في جمله الاحزاب |
بؤتم بقتل السبط واستحللتم |
|
دمه بكل منافق كذاب |
فكما تدينوا قد تدانوا مثله |
|
في يوم مجمع محشر وحساب |
فكم يومئذ من كبد مقروحة ، ودموع مسفوحة ، ولاطمة خدها ، ومستندبة جدها ، وناشرة شعرها ، وهاتكة سترها ، وقد ذل الايمان ، وقل الاعوان ، وعطلت
__________________
١ ـ في النسخة النجفية : «ورهبة».
٢ ـ الاصحاب : الانقياد.
٣ ـ لا تتناسب هذه الكلمة مع الوزن الشعري ، والاصح عدمها.