فقالت له ما عندك من الخبر قال قتل عثمان قالت فمن ذا ولوه قال بايعوا عليا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت والله لوددت ان هذه تطبق على هذه ان تمت لصاحبك فقال لها عبد بن ابى سلمة ولم؟ فوالله ما على هذه الغبراء نسمة اكرم منه على الله فلماذا تكرهين قوله فقالت إنا عبنا على عثمان في امور سميناها له ولمناه عليها فتاب منها واستغفر الله فقبل منه المسلمون ولم يجدوا من ذلك بدا فوثب عليه صاحبك فقتله والله لاصبع من اصابع عثمان خير منه وقد مضى كما يمضي الرخيص ثم رجعت إلى مكة تنعى عثمان وتقول هذه المقالة للناس : فهل يصح رحمكم الله عند احد من العقلاء دخول الشبهة من بغضها أو يرتاب مكلف في اعنادها لامير المؤمنين عليه السلام على ما ذكرناه.
ومن ذلك ما رواه نوح بن رواح عن ابى اسحق قال حدثني المنهال عن جماعة من اصحابنا ان طلحة لما قدم مكة جاء إلى عائشة فلما رأته قالت يا ابا محمد قتلت عثمان وبايعت عليا فقال لها يا اماه مثلى كما قال الشاعر
ندمت ندامة الكسعي لما |
|
رأت عيناي ما صنعت يداه |
أو لا ترى انها تبدي له العداوة في كل حال وتظهر العناد له بكل مقال
ومن ذلك كتبها إلى الآفاق تؤلب عليه وتخذل الناس عنه من غير شبهة تعرض في الديانة لفعل كان منه كتبت إلى زيد بن صوحان على ما اجتمعت عليه نقلة الاخبار :
بسم الله الرحمن الرحيم من عائشة ابنة ابى بكر ام المؤمنين زوجة النبي إلى ابنها المخلص زيد بن صوحان اما بعد إذا جاءك كتابي هذا فأقم في بيتك وخذل الناس عن علي حتى يأتيك امري وليبلغني عنك ما اقر به فانك من اوثق اهلي عندي والسلام.
___________________
وقد بايع الناس ذا تدرء |
|
يزيل الشبا ويزيل الصعر |
ويلبس للحرب اثوابها |
|
وما من وفي مثل من قد غدر |