رباطة جأش عند الفزع وشجاعة عند اللقاء ورأى من أخيه فشلا أو وهنا فليذب عنه أي عن اخيه الذى فضله الله عليه كما يذب عن نفسه فلو شاء الله لجعله مثله.
فقام إليه شداد بن شمر العبدي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
أما بعد فانه لما كثر الخطأون وتمرد الجاحدون فزعنا إلى آل نبينا الذين بهم ابتدانا بالكرامة وهدانا من الضلالة الزموهم رحمكم الله ودعوا من اخذ يمينا وشمالا فان اولئك في غمرتهم يعمهون وفي ضلالهم يترددون.
قال ثم ان أمير المؤمنين عليه السلام رحل بالناس إلى القوم غداة الخميس لعشر مضين من جمادي الاولى وعلى ميمنته الاشتر وعلى ميسرته عمار بن ياسر وأعطى الراية محمد بن الحنفية ابنه (١) وسار حتى وقف موقفا ثم نادى في الناس لا تعجلوا حتى اعذر إلى القوم ودعا عبد الله ابن العباس فأعطاه المصحف وقال امض بهذا المصحف إلى طلحة والزبير وعائشة وادعهم إلى ما فيه وقل لطلحة والزبير ألم تبايعاني مختارين فما الذي دعاكما إلى نكث بيعتى وهذا كتاب الله بيني وبينكما
__________________
(١) كان لمحمد يوم البصرة عشرون سنة لان ولادته سنة (١٦) للهجرة نعرف ذلك من قول المسعودي في التنبيه والاشراف ص ٢٨٣ وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص ١٦٩ وابن كثير في البداية (ج ٩ ـ ص ٣٨) انه توفى سنة احدى وثمانين عن خمس وستين سنة.
ولا بدع في ابن (حيدرة) إذا كانت له مواقف محمودة في الجمل وصفين والنهروان وكانت الراية معه فأبلى بلاء حسنا سجله له التاريخ وشكره الاسلام بعد ما يحدث النبي صلى الله عليه وآله عن اغرز الصفات الحميدة في الطالبين وهي الشجاعة فيقول صلى الله عليه وآله : (لو ولد الناس ابو طالب ـ