يتبعهم الغاوون ألم تر انهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون ما لا يفعلون) وقد كان حسان ممن يشكر نعمة عثمان عليه واحسانه إليه ولم يكن ممن يرجع إلى تقوى فيحجزه من الباطل فيما ادعاه وان امرأ يعتمد على قول حسان وأمثاله في القدح على أمير المؤمنين ويصوب استنفار الناس عليه واغراءهم به لخفيف الميزان عند الله بين الخسران وبالله المستعان
فتنة الجمل :
باب : الخبر عند ابتداء فتنة أصحاب البصرة في تدبيرها والاجتماع منهم على العمل عليها وما جاءت به الاخبار المتظافرة في ذلك قد اسلفنا القول في اسباب هذه الفتنة والدواعي إليها والاغراض التي كانت فيها وذكرنا من براهين الحق على ما اصلناه من المذهب الصحيح في ذلك وابطال شبهات الضالين فيه ونحن نبدأ بشرح القصة في ابتداء امر اصحاب الفتنة ، وما عملوا عليه فيها وتجدد من رأيهم في تدبيرها حسبما جاءت به الاخبار المستفيضة بين العلماء بالسير والحوادث المشهورة.
فصل : لما تم امر البيعة لامير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) واتفق على طاعته كافة بني هاشم ووجوه المهاجرين والانصار والتابعين باحسان وأيس طلحة والزبير مما كانا يرجوان به من قتل عثمان بن عفان من البيعة لاحدهما بالامامة وتحققت عائشة بنت ابى بكر تمام الامر لعلي بن ابي طالب أمير المؤمنين واجتماع الناس عليه وعدو لهم عن طلحة والزبير وعلمت انه لا مقام لهما بالمدينة بعد خيبتهما مما املاه من الامر وعرف عمال عثمان ان أمير المؤمنين لا يقرهم على ولاياتهم وانهم ان ثبتوا في أماكنهم أو صاروا إليه طالبهم الخروج مما في أيديهم من اموال الله عزوجل وحذروا من عقابه على تورطهم في خيانة المسلمين وتكبرهم على المؤمنين واستحقاقهم بحقوق المتقين واجتبائهم الفجرة