الخزاعي (١) وانه منزل رجل قد قتل وأهله مستعبرون عليه ودخل معي كل من خاف عليا ممن نصب له واحتمل ابن اختي عبد الله جريحا فوالله انى لعلى ما أنا عليه وأنا أسأل ما فعل ابو محمد طلحة إذ قال قائل قتل فقلت ما فعل أبو سليمان فقيل قد قتل فلقد رأيتني تلك الساعة جمدت عيناى فانقطعت من الحزن وأكثرت من الاسترجاع والندامة وذكر من قتل فبكيت لقتلهم فنحن على ما نحن عليه وأنا أسأل عن عبد الله فقيل قتل فازددت غما وهما حتى كاد ينصدع قلبي فوالله لقد بقيت ثلاثة أيام بلياليهن ما دخل في فمي طعام ولا شراب وانى عند قوم ما يقصروا في ضيافتي وان الخبز في منازلهم لكثير لكنى أذهب اعالج الشبع من الطعام فما اقدر فنعوذ بالله من الفتنة ولقد كنت ألبت على عثمان حتى نيل منه ما نيل فلما قتل ندمت وعلمت ان المسلمين لا يستخلفون مثله أبدا كان والله أجلهم حلما وأعبدهم عبادة وأبذلهم عند النائبة وأوصلهم للرحم
قالت كبشة بنت كعب فرجعت إلى أبى فقال ما حدثتكم به عائشة فأخبرته بما قالت فقال يرحم الله عائشة ويرحم الله أمير المؤمنين عثمان هي كانت أشد الناس عليه ولقد نزعت وتابت وأرادت ان تأخذ بثاره فجاء خلاف ما أرادت فرحمهم الله جميعا.
ثم قال رحم الله عمر بن الخطاب كان والله يرى هذا كله قال يوما ان كان يصير اختلاف فانما يكون بينكم وان كان بينكم دخل عليكم ما تكرهون.
وروى الواقدي قال حدثنا محمد بن نجار عن عائشة بنت سعد قالت اشتكى أبى فدخل عليه مروان بن الحكم يعوده فذكر عائشة فقال مروان يا أبا اسحق لقد حضرت امورا فاعتزلت عنها يوم الدار وحضرتها
___________________
(١) في تاريخ الطبري (ج ٥ ـ ص ٢١٩) زوجته صفية بنت الحارث ابن طلحة بن أبى طلحة وهي ام طلحة الطلحات بن عبد الله بن خلف.