وروى علي بن مسهر هشام عن ابن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا عائشة إني رأيتك في المنام مرتين أرى جملا يحملك في سدفة من حرير فاكشفتها فإذا هي أنت.
أفلا ترى ان رسول الله صلى الله عليه وآله نهاها وقد بين ما يكون منها على علم منه في مصيرها وعاقبة أمرها ثم نهاها عن ذلك وزجرها ودعا عليها لاجله وتوعدها صلى الله عليه وآله فاقدمت على خلافه مستبصرة بعداوته وارتكبت نهيه معاندة له في أمره وصارت إلى ما زجرها عنه مع الذكر له والعلم به من غير شبهة في معاندته على أن كتاب الله المقدم في الحجة على ما تعمده من اثر وخبر وسنة وقد اوضح ببرهانه على اقدام المرأة على الخلاف له من غير شبهة وقتاله وقتال أوليائه لغير حجة بقوله تعالى لها ولجميع نساء النبي : وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى فخرجت من بيتها مخالفة لامر الله وتبرجت بين الملا والعساكر في الحروب تبرج الجاهلية الاولى وأباحت دماء المؤمنين وأفسدت الشرع على المسلمين وأوقعت في الدين الشبهات على المستضعفين.
ومن ذلك ما رواه أبو داود الطبري عن عبد الله بن شريك عن عامر عن عبد الله بن عامر قال سمعت عبد الله بن بديل الخزاعى يقول لعائشة أنشدك الله ألم نسمعك تقولين سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول علي مع الحق والحق مع علي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (١) قالت بلى فقال لها إذا كان ذلك مم هذا قالت دعوني والله لوددت انهم تفانوا جميعا فدل ذلك على انه لم يعترضها شبهة في قتاله وانها في خلاف الله ورسوله والاخبار في هذا المعنى كثيرة ان أخذنا في ايرادها طال بها الكتاب فاما ما جاء في عناد طلحة والزبير لامير المؤمنين (ع) وإقدامهما على حرب عثمان
___________________
(١) رواه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين (ج ٣ ص ١٢٤) ولم يتعقبه الذهبي في تلخيص المستدرك.