الجنود من فارس وبلاد المشرق لمعونته على الطلب بدم عثمان وقد كاتبنا معاوية بن أبي سفيان ان ينفذ لنا الجند من الشام فان أبطئنا عن الخروج خفنا أن يدهمنا علي (ع) بمكة أو في بعض الطريق فيمن يرى رأيه في عداوة عثمان خوفا من ان يفرق كلمتنا وإذا أسرعنا المسير إلى البصرة وأخرجنا عامله منها وقتلنا شيعته بها واستعنا بأمواله منها كنا على الثقة من الظفر بابن أبي طالب وان اقام بالمدينة سيرنا إليه جنودا حتى نحصره فيخلع نفسه أو نقتله كما قتل عثمان وان سار فهو كالئ ونحن جامون وهو على ظاهر البصرة ونحن بها متحصنون فلا يطول الزمان إلا بفل جموعه واهلاك نفسه أو إراحة المسلمين من فتنته.
ام سلمة تحذر عائشة :
وبلغ ام سلمة اجتماع القوم وما خاضوا فيه فبكت حتى اخضل خمارها ثم أدنت ثيابها فلبستها ومشت إلى عائشة لتعظها وتصدها عن رأيها في مظاهرة أمير المؤمنين (ع) بالخلافة وتقعدها عن الخروج مع القوم فلما صارت إليها قالت إنك عدة رسول الله بين امته وحجابك مضروب على حرمته وقد جمع القرآن ذيلك فلا تبدنيه واملك خفرك فلا تضحيها الله الله من وراء هذه الآية قد علم رسول الله مكانك لو أراد أن يعهد اليك لفعل بل نهاك عن الفرط في البلاء وان عمود الدين لا يقام بالنساء ان انثلم ولا يشعب بهن ان انصدع فصدع النساء غض الاطراف وحف الاعطاف وقصر الوهادة وضم الذيول وما كنت قائلة لو ان رسول الله عارضك ببعض الفلاة ناصة قلوصا من منهل إلى آخر قد هتكت صداقته وتركت عهدته ان يغير الله بك لهواك على رسول الله أتدرين والله لو سرت مسيرك هذا ثم قيل لي ادخلي الفردوس لاستحيت ان القى رسول