معها عقدا فباكرها عبد الله وأعاد عليها بعض ما أسلفه من القول إليها فأجابته إلى الخروج ونادى مناديها ان ام المؤمنين تريد ان تخرج تطلب بدم عثمان فمن كان يريد ان يخرج فليتهيأ للخروج معها وصار إليها طلحة فلما أبصرت به قالت يا أبا محمد قتلت عثمان وبايعت عليا فقال يا امه ما مثلى إلا كما قال الاول :
ندمت ندامة الكسعى لما |
|
رأت عيناه ما صنعت يداه |
وجاءها الزبير فسلم عليها فقالت له يا أبا عبد الله اشتركت في دم عثمان ثم بايعت لعلى وأنت والله أحق بالامر منه فقال لها الزبير أما ما صنعت مع عثمان فقد ندمت منه وهربت إلى ربي من ذنبي من ذلك ولن أترك الطلب بدم عثمان والله ما بايعت عليا إلا مكرها التفت به السفهاء من أهل مصر والعراق واستلوا سيوفهم وأخافوا الناس حتى بايعوه
وصار إلى مكة عبد الله ابن أبي ربيعة وكان عامل عثمان على صنعاء فدخلها وقد انكسر فخذه وكان سبب ذلك ما رواه الواقدي عن رجاله انه لما اتصل بابن ربيعة حصر الناس لعثمان أقبل سريعا لنصرته فلقيه صفوان بن أمية وهو على فرس يجرى وعبد الله بن أبى ربيعة على بغل فدنا منها الفرس فحادت فطرحت ابن أبى ربيعة وكسرت فخذه وعرف ان الناس قد قتلوا عثمان فصار إلى مكة بعد الظهر فوجد عائشة يومئذ بها تدعو إلى الخروج لطلب دم عثمان فأمر بسرير فوضع له سرير في المسجد ثم حمل ووضع عليه وقال للناس من خرج لطلب دم عثمان فعلى جهازه فجهز ناسا كثيرا ولم يستطع الخروج معهم لما كان برجله.
وروى عبد الله بن السائب قال رأيت عبد الله بن أبى ربيعة على سرير في المسجد يحرض الناس على الخروج في طلب دم عثمان ويحمل من جاء وكان يعلى بن منبه التميمي حليف بني نوفل عاملا لعثمان على الجند فوافى الحج ذلك العام فلما بلغه قول ابن أبي ربيعة خرج من داره