من الطريق ثم اتفق الواقدي وأبو مخنف وغيرهما من أصحاب السيرة على ما ذكرناه من انفاذ الرسل وكتب الكتب من ذى قار إلى أهل الكوفة يستنفرهم للجهاد معه والاستعانة بهم على أعدائه الناكثين لعهده الخارجين لحربه فكان مما رواه الواقدي ان قال حذثني عبيد الله بن الحرث بن الفضل عن أبيه قال لما عزم علي (ع) على المسير من المدينة لرد طلحة والزبير بعث محمد بن الحنفية ومحمد بن ابي بكر إلى الكوفة وكان عليها ابو موسى الاشعري فلما قدما عليه أساء القول لهما واغلظ وقال : ان بيعة عثمان لفي رقبة صاحبكم وفي رقبتي ما خرجنا منها.
ثم قام على المنبر وقال :
أيها الناس إنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ونحن أعلم منكم بهذه الفتنة فاحذروها ان عائشة كتبت إلي ان اكفني من قبلك وهذا علي بن ابي طالب قادم اليكم يريد ان يسفك بكم دماء المسلمين فكسروا نبلكم واقطعوا أوتاركم واضربوا الحجارة بسيوفكم.
فقال محمد بن الحنفية (رض) لمحمد بن ابي بكر يا أخي ما عند هذا خير ارجع بنا إلى أمير المؤمنين نخبره الخبر فلما رجعا إليه وأخبراه الحال وقد كان كتب معهما كتابا إلى أبي موسى الاشعري ان يبايع من قبله على السمع والطاعة وقال له في كتابه أخرج الناس عن حجزتك وارفع عنهم سوطك واجلس بالعراق فان خففت فاقبل وان ثقلت فاقعد فلما قرأ الكتاب قال اثقل ثم اثقل.
كتاب علي إلى أهل الكوفة :
ولما بلغ علي ما قال وصنع غضب غضبا شديدا وبعث عمار بن ياسر والحسن (ع) وكتب معهم كتابا فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم. من عبد الله علي بن ابي طالب أمير المؤمنين