الله صلى الله عليه وآله هاتكة حجابا قد ستره علي اجعلي حصنك بيتك وقاعة البيت قبرك حتى تلقينه وانت على ذلك أطوع ما تكوني له ما لزمتيه وانظرى بنوع الدين ما حلت عنه.
فقالت لها ما اعرفني بوعظك واقبلني لنصحك ولنعم المسير مسير فزعت إليه وأنا بين سائرة ومتأخرة فان اقعد فمن غير جزع وان اسير فالى ما لابد من الازدياد منه.
فلما رأت ام سلمة ان عائشة لا تمتنع عن الخروج عادت إلى مكانها وبعثت إلى رهط من المهاجر بن والانصار قالت لهم لقد قتل عثمان بحضرتكم وكانا هذان الرجلان اعني طلحة والزبير يشيعان عليه كما رأيتم فلما قضى امره بايعا عليا وقد خرجا الآن عليه زعما انهما يطلبان بدم عثمان ويريدان ان يخرجا حبيسة رسول الله معهم وقد عهد إلى جميع نسائه عهدا واحدا ان يقرن في بيوتهن (١) فان كان مع عائشة عهد سوى ذلك تظهره وتخرجه الينا نعرفه فاتقوا الله عباد الله فانا نأمركم
__________________
(١) في تفسير روح المعاني للالوسي (ج ٢٢ ـ ص ٦) عند قوله تعالى (وقرن) روى البزار عن أنس ان النساء جئن إلى رسول الله بعد نزول الآية فقلن لقد ذهب الرجال بالفضل والجهاد فهل لنا عمل ندرك به فضل المجاهدين فقال : من قعدت منكن في بيتها فانها تدرك عمل المجاهدين. قال الالوسي وقد يحرم عليهن الخروج الزيارة والمسجد ويكون محرما كبيرة إذا تحققت الفتنة بخروجهن وفي الدر المنثور للسيوطي (ج ٥ ـ ص ١٩٦) ان سودة بنت زمعة زوجة النبي صلى الله عليه وآله لم تحج بعد نزول الآية فقيل لها في ذلك قالت اني حججت واعتمرت وامرني ربى تعالى شأنه ان أقر في بيتي فلا أخرج حتى تخرج جنازتي قال وأخرج مسروق ان عائشة كلما قرأت (وقرن في بيوتكن) تبكي حتى تبل خمارها.