كما نصَّتْ عليه
الآية المباركة في هارون عليهالسلام.
وقال الإيجي في الرد على ذلك : الجواب :
منع صحة الحديث ، أو المراد استخلافه على قومه في قوله ( اخلفني في قومي ) لاستخلافه على المدينة ، ولا يلزم
دوامه بعد وفاته ... كيف والظاهر متروك ، لأن من منازل هارون كونه أخاً ونبيَّاً .
والجواب
: أن الحديث صحيح السند ، بل هو متّفق
عليه ، بل هو متواتر ، ويكفي في الدلالة على أنه صحيح ومتَّفق عليه أنه مروي في
الصحيحين ، ونص على صحَّته كثير من حفاظ الحديث كالترمذي والحاكم والذهبي وغيرهم ،
حتى ابن تيمية وابن حزم اللذان أنكرا كل فضيلة لأمير المؤمنين عليهالسلام لم يسعهما إنكار هذا الحديث ، ونص على
تواتره السيوطي في ( قطف الأزهار المتناثرة ) والكتاني في ( نظم المتناثر ) ، والزبيدي
في ( لقط اللآلئ المتناثرة ) وغيرهم.
وأما قوله : « لا يلزم دوامه بعد وفاته
» فهو مكابرة ، لأن النبي لم يقيد هذه المنزلة بحال الحياة ، أو بتلك الواقعة ، بل
هي في الحديث مطلقة شاملة لكل الأزمنة ، وفي كل الوقائع.
وقوله : ( كيف والظاهر متروك ، لأن من
منازل هارون كونه أخاً ونبيَّاً ) مردود بأن الظاهر صحيح ، أما كونه أخاً فهي صفة
ثابتة لأمير المؤمنين عليهالسلام
بنص حديث المؤاخاة
واعتراف علماء أهل السنة به .