أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : ما تريدون من علي؟ إن علياً مني
وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي .
قال ابن الأثير في النهاية ، وابن منظور
في لسان العرب ، والجوهري في الصحاح : كل من ولِيَ أمر واحد فهو وَلِيّه.
ومنه يتضح أن معنى « ولِيّ كل مؤمن بعدي
» هو المتولِّي لأمور المؤمنين من بعدي ، وهو معنى آخر للخليفة من بعدي ، لأن
الخلفاء هم ولاة أمور المسلمين.
وفي قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: « بعدي » دليل على أنه لا يريد بالولي المحب ولا الناصر والمنعِم ولا غيرها من
المعاني ، لأن المعاني الأخَر كالرَّب والمالك والسيد والعبد والمُعتِق والجار
وابن العم والصَّهْر وغيرها لا تصح في المقام ، وأما المحب والناصر والمنعِم عليه
فهي غير مرادة أيضاً ، لأن قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: «بعدي » دليل على أن المراد بلفظ ( الولي ) غير ذلك ، لأن هذه الأمور كانت ثابتة
لعلي عليهالسلام حتى في زمان
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فذِكر
البعدية حينئذ لغو ، فلا يصح أن يقال : علي مُحِبُّكم أو ناصركم أو منعِم عليكم من
بعدي ، لأنه عليهالسلام كان كذلك في
حياة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ولوضوح هذا الحديث في الدلالة على خلافة
أمير المؤمنين عليهالسلام
أنكره