الأخبار والآثار تُعرِّفك خطر الأمر بسبب دقائق النفاق والشرك الخفي ، وأنه لا يؤمَن منه ، حتى كان عمر بن الخطاب رضياللهعنه يسأل حذيفة عن نفسه وأنه هل ذُكِر في المنافقين (١).
وأخرج أحمد في المسند ، والهيثمي في مجمع الزوائد عن أم سلمة قالت : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : مِن أصحابي مَن لا أراه ولا يراني بعد أن أموت أبداً. قال : فبلغ ذلك عمر فأتاها يشتد أو يسرع ، فقال : أنشدك الله ، أنا منهم؟ قالت : لا ، ولا أبرّئ بعدك أحداً أبداً (٢).
ثم إن أئمتهم اتفقوا على أن الرجل إذا سُئل : « هل أنت مؤمن؟ » فلا يجوز له أن يقول : « نعم » ، بل يقول : « أنا مؤمن إن شاء الله ». أو يقول : « ما أدري أنا عند الله عز وجل شقي أم سعيد ، أمقبول العمل أم لا ». أو يقول : « أرجو إن شاء الله » (٣).
وعن قتادة أن عمر بن الخطاب قال : مَن زعم أنه مؤمن فهو كافر ، ومن زعم أنه في الجنة فهو في النار (٤).
قال ابن بطة الحنبلي : فمن صفة أهل العقل والعلم أن يقول الرجل : أنا مؤمن إن شاء الله (٥).
__________________
(١) إحياء علوم الدين ١ / ١٢٤.
(٢) مسند أحمد بن حنبل ٦ / ٢٩٠ ، ٢٩٨ ، ٣٠٧ ، ٣١٢ ، ٣١٧. مجمع الزوائد ١ / ١١٢. ٩ / ٧٢ قال الهيثمي : رواه الطبراني ورجاله ثقات. المعجم الكبير للطبراني ٢٣ / ٣١٧ ـ ٣١٨ ح ٧١٩ ـ ٧٢١.
(٣) راجع كتاب الشريعة للآجري ، ص ١٤٨ باب فيمن كره من العلماء لمن سأل غيره فيقول له : أنت مؤمن؟ هذا عندهم مبتدع رجل سوء. وكتاب الإبانة عن شريعة الفرق الناجية ٢ / ٨٦٢ ـ ٨٨٣.
(٤) الإبانة عن شريعة الفرق الناجية ٢ / ٨٦٩ ح ١١٨٠.
(٥) المصدر السابق ٢ / ٨٦٤.