هذه. فقال : هؤلاء
كلهم اتفقوا على تضليل أبي حنيفة .
وبالجملة ، فما قالوه في الطعن في أبي
حنيفة كثير جداً ، ولا يسعنا استقصاؤه ، وقد أعرضنا عن أمور عظيمة ذكروها فيه ، ومن
شاء الاستزادة فليرجع إلى تاريخ بغداد ، والانتقاء ، وجامع بيان العلم وفضله
وغيرها .
٢ ـ ما قالوه في مالك :
ذكر الذهبي في تذكرة الحفاظ أن مالكاً
لم يشهد الجماعة خمساً وعشرين سنة.
وذكر عن ابن سعد أن مالكاً كان يأتي
المسجد ليشهد الصلوات والجنائز ، ويعود المرضى ، ويقضي الحقوق ، ويجلس في المسجد ،
ثم ترك الجلوس فيه ، فكان يصلي وينصرف ، وترك شهود الجنائز ، فكان يأتي أصحابه
فيعزّيهم ، ثم ترك ذلك كله والصلاة في المسجد والجمعة .
وذُكر أنه بكى في مرض موته ، وقال : والله
لوددت أني ضُرِبتُ في كل مسألة أفتيت بها ، وليتني لم أُفتِ بالرأي .
وذكر الذهبي عن الهيثم بن جميل قال : سمعت
مالكاً سُئل عن ثمان وأربعين مسألة ، فأجاب عن اثنتين وثلاثين منها بـ « لا أدري ».
وعن خالد بن خداش ، قال : قدمتُ على
مالك بأربعين مسألة ، فما