إنّ أعظم الرزية وأجلّ المصيبة حلّت بآل الرسول وبنات الزهراء البتول بعد قتل الحسين عليهالسلام وذويه وأنصاره ونهب رحله وحرق مضاربه هي تسيير عيالاته اسارى من كربلاء إلى الكوفة ومنها إلى الشام كما ذكر المرحوم السيد حيدر بقصيدته النونية (١) :
وأجلّ يوم بعد يومك حلّ في |
|
الإسلام منه يشيب كلّ جنين |
يوم سرت أسرى كما شاء العدى |
|
فيه الفواطم من بني يس |
إتفق أرباب المقاتل على أنّ أهل الكوفة ساروا ببنات الرسالة وصبية الحسين عليهالسلام من كربلاء يوم الحادي عشر من المحرم بعد الزوال ، كما ذكر ذلك السيد بن طاووس في اللهوف (٢) وغيره ، أقام عمر ابن سعد بقية يومه ـ أي يوم عاشوراء ـ واليوم الثاني إلى زوال الشمس ، ثم رحل بمن تخلف من عيال الحسين وحمل نساءه على أحلاس (٣) أقتاب الجمال بغير غطاء ولا وطاء ، ولمّا حملوا النساء اُسارى مرّوا بهن على الحسين عليهالسلام وأصحابه وهم صرعى فصحن النسوة وصاحت الحوراء زينب : يا محمداه صلى عليك مليك السماء ، هذا الحسين مزمّل بالدماء ، مقطّع الأعضاء ، وبناتك سبايا ، وذرّيّتك مقتّلة تسفى عليها الصبا (٤).
قال الراوي : فأبكت كلّ عدوّ وصديق (٥).
__________________
(١) المثبتة في ديوانه المطبوع وإليك مطلعها :
إن ضاعَ وتركَ يابن حامي الدّينِ |
|
لا قال سيفك للمنايا كونِ |
(٢) انظر الملهوف على قتلى الطفوف : ١٨٩.
(٣) الأحلاس مفردها حلس بكسر الحاء والحلس كل ما يوضع على ظهر الدابة تحت السرج أو الرحل.
(٤) مقتل الحسين للخوارزمي : ٢ / ٣٩.
(٥) تأريخ الطبري : ٤ / ٣٤٨.