العسكري ما يجب عليهم
من المال ، جعله أبو عمرو في زقاق السمن وحمله إليه خوفاً وتقيّة ، وكان قد نصبه
الإمام الهادي عليهالسلام
وكيلاً له ، ثم ابنه الحسن العسكري ، وبعدها كان سفيراً للمهدي عليهالسلام إلى شيعته ، وكان
الهادي عليهالسلام
يقول في حقّه : (هذا أبو عمرو الثقة الأمين ، ما قاله لكم فعنّي يقوله ، ما أدّاه
إليكم فعني يؤدّيه).
وسأله بعض أصحابه قال له : سيّدي لمن
أعامل وعمّن آخذ وقول من أقبل؟ فقال عليهالسلام
(العمري ثقتي فما أدّى إليك فعنّي يؤدّي وما قال لك فعنّي يقول ، فاسمع له وأطع ، فإنّه
الثقة المأمون).
وقال العسكري بعد وفاة أبيه عليهالسلام فيه : (هذا أبو عمرو
الثقة الأمين ، ثقة الماضي وثقتي في الحياة والممات ، فما قاله لكم فعنّي يقوله ، وما
أدّاه إليكم فعنّي يؤدّي).
وأقبل إليه جماعة من الشيعة زهاء أربعين
رجلاً وسألوه عن الحجّة من بعده ، فإذا غلام كأنّه قمر طالع أشبه الناس بأبي محمّد
العسكري عليهالسلام
فقال عليهالسلام
: (هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرّقوا من بعدي فتهلكوا في
أديانكم ، ألا وإنّكم لا ترونه بعد يومكم هذا حتى يتمّ له عمر ، فأقبلوا من عثمان
ابن سعيد ما يقوله وانتبهوا إلى أمره وأقبلوا قوله فهو خليفة إمامكم والأمر إليه).
ولقد حضر عثمان بن سعيد تغسيل العسكري
وتولى جميع أمره في تكفينه وتحنيطه ودفنه ، وكان مأموراً بذلك من قبل الإمام عليهالسلام.
قال الشيخ الطوسي رحمهالله ، وكانت توقيعات
الإمام تخرج على يده ويد ابنه محمّد إلى شيعته ، وخواصّ أبيه العسكري عليهالسلام ، بالأمر والنهي ، وأجوبة
المسائل بالخط الذي كان يخرج في حياة الحسن العسكري عليهالسلام
، فلم تزل الشيعة مقيمة على عدالة عثمان بن سعيد حتى توفي رحمهالله وغسّله ابنه محمّد
ودفن بالجانب الغربي من مدينة السلام في شارع الميدان.