ما نعرفه؟ قلت : لا. قال : هذا محمّد بن عبدالله بن الحسن مهديّنا أهل البيت.
قال اليعقوب بن عربي : سمعت أبا جعفر المنصور يقول في أيام بني أمية وهو في نفر من بني أمية يقول : ما في آل محمد أعلم بدين الله ولا أحقّ بولاية الأمر من محمّد بن عبدالله ، وبايع له وكان يعرفني بصحبته والخروج معه.
قال يعقوب : وحبسني بعد مقتل محمّد بضع عشر سنة وهو الذي بايع له رجال من بني هاشم من آل أبي طالب عليهالسلام وآل العباس وسائر بني هاشم ، وقد بايعوا له بالأبواء (١) مرّة وبالمدينة مرّة ثانية.
قال أبو الفرج : ثم إنّ بني هاشم اجتمعوا فخطبهم عبدالله بن الحسن فحمدالله وأثنى عليه ، ثم قال : يا بني هاشم إنّكم أهل البيت قد فضلكم الله بالرسالة واختاركم لها وأكثركم بركة يا ذرية محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وبنوا عمّه وعترته وأولى الناس بالفزع في أمر الله من وضعه الله موضعكم من نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد ترون كتاب الله معطّلاً وسنّة نبيه متروكة ، والباطل حيّاً والحق ميّتاً ، قاتلوا لله في الطلب لرضاه بما هو أهله قبل أن ينزع منكم اسمكم وتهونوا عليه كما هانت بنوا إسرائيل وكانوا أحبّ خلقه إليه ، وقد علمت أنّا لم نزل نسمع أنّ هؤلاء القوم إذا قتل بعضهم بعضاً خرج الأمر من أيديهم فقد قتلوا صاحبهم يعني الوليد بن يزيد ، فهلمّ نبايع محمّداً فقد علمت أنّه المهدي. فقالوا : لم يجتمع أصحابنا بعد ولو اجتمعوا فعلنا ولسنا نرى أبا عبدالله جعفر بن محمد الصادق.
قال الراوي : وأرسل إليه عبدالله فأبى أن يأتي فقام وقال : أنا آتي به الساعة ، فخرج بنفسه حتى أتى الصادق عليهالسلام فدعاه وجاء معه إلى المحل الذي اجتمع به الهاشميون ، وأوسع له عبدالله إلى جانبه ثم قال له : قد علمت ما صنع بنا بنو أمية
__________________
(١) الأبواء موضع بين مكة والمدينة ، ولد فيه الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام.