غضب النبي صلىاللهعليهوآله لأبي طالب عليهالسلام :
ونقول :
إنه إذا كان الرسول صلىاللهعليهوآله يغضب لذكر عمه ، ولو بهذا النحو من التعريض المهذب ، والمحدود ، فماذا سيكون موقفه ممن يرمي أبا طالب عليهالسلام بالشرك والكفر ، ويعتبره مستحقاً للعذاب الأليم في نار الله المؤصدة؟! وفي ضحضاح من نار يغلي منه دماغه؟!
فهل تراه سوف يكون مسروراً ومرتاحاً لهذا الكلام ، الذي لا سبب له إلا السياسة ، وما أدراك ما السياسة؟!
وما لأحد عنده من نعمة تجزى :
ثم إننا نجد النبي صلىاللهعليهوآله نفسه يقول :
«اللهم لا تجعل لفاجر ولا لفاسق عندي نعمة» (١).
كما أنه صلىاللهعليهوآله قد رد هدية حكيم بن حزام؛ لأنه كان مشركاً ، قال ، عبيد الله :
حسبت أنه قال : إنا لا نقبل من المشركين شيئاً ، ولكن إن شئت أخذناها بالثمن (٢).
__________________
(١) راجع أبو طالب مؤمن قريش للخنيزي.
(٢) مستدرك الحاكم ج ٣ ص ٤٨٤ وتلخيصه للذهبي بهامش نفس الصفحة ، وصححاه. وحياة الصحابة ج ٢ ص ٢٥٨ و ٢٥٩ و ٢٦٠ عن كنز العمال وعن مجمع الزوائد ج ٨ ص ٢٧٨ وكنز العمال ج ٦ ص ٥٧ و ٥٩ عن أحمد والطبراني ، والحاكم