قريش لم تصل إلى نتيجة :
لقد رأينا : أن مشركي مكة ما كانوا يرغبون بادئ ذي بدء : في توريط أنفسهم في مواجهة حادّةٍ مع أبي طالب عليهالسلام والهاشميين ..
فحاولوا : أن يحملوا أبا طالب عليهالسلام نفسه على حسم الموقف ، والقضاء على ما يعتبرونه مادة متاعبهم ، ومصدر مخاوفهم ، وحاولوا أن يثيروه ضد ابن أخيه ، على اعتبار أن ابن أخيه قد جاء بما يضر بمصالح عمه نفسه ، ويجرح كرامته ، وعاطفته عمه نفسه ، فضلاً عن غيره ، فمن الطبيعي أن يبادر أبو طالب نفسه عليهالسلام لوضع حد لتصرفات ابن أخيه ، ويكفيهم مؤونة ذلك.
ولكنهم حينما وجدوا : أن أبا طالب عليهالسلام لم يستجب لأي من أباطيلهم ، لجأوا إلى التهديد والوعيد ، ثم إلى أسلوب المكر والخداع حين عرضوا عمارة على أبي طالب عليهالسلام ليتخذه ولداً ، ويسلمهم النبي محمداً صلىاللهعليهوآله ليقتلوه.
الأمر الذي كشف عن حقيقة ما يكنونه في صدورهم ، واتضح لأبي طالب عليهالسلام ولغيره أن هدفهم ليس إلا القضاء على الدين الحق ، وإطفاء نور الله بالقضاء على الداعي إليه ، فزاد ذلك من تصلب أبي طالب عليهالسلام وفي تصميمه في الدفاع عن الحق والدين ، وعن نبي الإسلام الأعظم صلىاللهعليهوآله.
ماذا بعد فشل المفاوضات؟
وبعد فشل المفاوضات ، ظهر لأبي طالب : أن السيل قد بلغ الزبى ،