في مراد (١).
ولمّا هجا أحدُ الشعراء ـ من ولد كريز بن حبيب بن عبدشمس ـ محمّد بن عيسى المخزومي ، أجابه شاعرٌ آخر فذكر معايب بني عبدشمس وأنهم لم يكن لهم ما يذكر في الجاهلية من أمر اللواء والندوة والسقاية والرفادة ، وذكر حقدهم على النبيّ وآل النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقال :
لا لواءٌ يُعدّ يا بن كريز |
|
لا ولا رِفْدُ بيتِه ذي السَّناءِ |
لا حجابٌ وليس فيكم سِوى الكبـ |
|
ر وبُغضِ النبيِّ والشهداءِ |
بين حاك ومُخْلج وطريد |
|
وقتيل يَلْعَنْهُ أهلُ السماءِ |
ولهم زمزمٌ كذاك وجِبريـ |
|
ـلُ ومجدُ السقايةِ الغَرّاءِ |
قال ابن أبي الحديد : قال شيخنا أبو عثمان : فالشهداء عليّ وحمزة وجعفر ، والحاكي والمخلج هو الحكم بن أبي العاص ... والطريد اثنان : الحكم بن أبي العاص ومعاوية بن المغيرة بن أبي العاص ، وهما جدّا عبدالملك بن مروان من قبل أمّه وأبيه (٢) ...
وعلى كلّ حال ، فإن المنصف لا يرتاب في أنّ الأذان كان تشريعه سماوياً لا رؤيؤيا ، وكان عليّ وحمزة وجعفر ، محيطين بالنبيّ صلىاللهعليهوآله ، لكن الحكومات والسياسات حذفت اسم عليّ عليهالسلام محاوِلةً إبعاد هذه المكرمة عنه وهي أقرب إليه من حبل الوريد ، وهذه ليست أوّل فعلة من فعلات المحرّفين ، بل لها نظائر ونظائر إلى ما شاء الله.
وما ذكرهم مثال بلال وغيره من الصحابة في خبر الإسراء والمعراج وتركهم
__________________
(١) الروضة المختارة ٤٠.
(٢) انظر : شرح نهج البلاغة ١٥ : ١٩٨ ـ ١٩٩.