قائلاً «حيّ على خير العمل» ؛ قاله ابن فرحون في تاريخه (١).
ذكر ابن بطوطة في رحلته سفره إلى القطيف ، فقال : ثمّ سافرنا إلى مدينة القُطَيف ـ وضبط اسمها بضم القاف كأنّه تصغير قَطِيف ـ وهي مدينة كبيرة حسنة ذات نخل كثير ، يسكنها طوائف العرب ، وهم رافضية غلاة ، يظهرون الرفض جهاراً لا يتّقون أحداً ، ويقول مؤذنهم في أذانه بعد الشهادتين : «أشهد أنّ عليّاً وليّ الله» ، ويزيد بعد الحيعلتين «حيّ على خير العمل» ويز يد بعد التكبير الأخير : «محمّد وعليّ خير البشر من خالفها فقد كفر» (٢).
جاء في صبح الاعشى : ... وولي ابنه صلاح [بن عليّ بن محمّد] وتابعه الزيدية ، وكان بعضهم ينكر إمامته لعدم استكمال الشروط فيه ، فيقول : «أنا لكم ما شئتم إمام أو سلطان» ، ثمّ مات سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة ، وقام بعده ابنه نجاح فامتنع الزيدية من بيعته ... إلى أن يقول : قال في مسالك الأبصار : ولشيعة هذا الإمام فيه حُسْنُ الاعتقاد ، حتّى أنّهم يستشفون بدعائه ، ويُمرُّون يده على مرضاهم ، ويستسقون به المطر إذا اجدبوا ، ويبالغون في ذلك كلّ المبالغة ، ثمّ قال : ولا يَكْبُرُ لإمام هذه سيرته ـ في التواضع لله ، وحسن المعاملة لخلقه ، وهو من ذلك الأصل الطاهر والعنصر الطيب ـ أن يجاب دعاؤه ويتقبل منه ، قال : وزيُّ هذا الإمام
__________________
(١) التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة ٢ : ٢٦٠ الترجمة ٢٩٦٥.
(٢) رحلة ابن بطوطه : ١٨٦ / بعد ذكره لمدينة (البحر ين).